ما يجب معرفته حول الكتاراكت (الماء الأبيض) عند حديثي الولادة

قد تبادر إلى أسماعنا جميعاً أو قرأنا في العديد من الأماكن، تخصص داء الكتاراكت أو الماء الأبيض (الساد) بمرحلة الشيخوخة، أي في العادة لا تبدأ علائم المرض بالظهور إلا في حال دخول العقد الخامس والسادس من العمر. بالطبع لا تحيط المعلومة السابقة بكافة جوانب اختلال الكتاراكت على الإطلاق، وذلك بسبب وجود أنواع من الكتاراكت أو الماء الأبيض التي تصيب حديثي الولادة والأطفال يطلق عليها اسم (الكتاراكت الخلقي).

قد يعود ظهور داء الكتاراكت أو الماء الأبيض عند حديثي الولادة إلى عدد من العوامل الإرثية الجينية، متلازمات الأيض، العدوات المنتقلة عبر رحم الأم كالحصبة أو الحصبة الألمانية (العامل الأكثر شيوعاً)، جدري الماء، عدوى الفيروس المضخم للخلايا، الهربس البسيط، الحلأ النطاقي، شلل الأطفال، الانفلونزا، فيروس ابشتاين (EBV)، الزهري وداء المقوسات أو لعوامل أخرى كالصدمات عند الولادة أو استخدام بعض الأدوية كالمضادات الحيوية مثل التتراسايكلين. من الناحية الطبية العينية، تعد الإصابة بإحدى هذه العوامل من طوارئ طب العيون وتستوجب المداخلة الطبية الفورية دون أي تأخير.

في حال تشخيص الطبيب المعالج ضرورة خضوع الطفل للعلاج الجراحي للتخلص من داء الكتاراكت أو الماء الأبيض، من الضروري المبادرة في بدأ العلاج دون أي تأخير بسبب احتمال تعرض الطفل إلى اختلالات ومشكلات في النسيج العصبي البصري وحركات العين تؤثر بشكل كبير على سلامة البصر وقد تؤدي إلى العمى الكامل أيضاً.

تؤمن جراحة الكتاراكت المبكرة عند حديثي الولادة الطمأنينة والراحة الكاملة من امتلاك الطفل حدة وقدرة رؤية مناسبة تسمح بتكامل ونمو النظام البصري بصورة مماثلة للأطفال المشابهين في نفس الفئة العمرية. يعتقد بعض الأخصائيين بأن الوقت الملائم لجراحة الكتاراكت الخلقي عند دخول الطفل سن الستة أسابيع وحتى الثلاثة أشهر من العمر. على أي حال يقوم الطبيب المعالج وبعد الحصول على التاريخ الطبي الكامل والمعاينة الدقيقة، بتقديم الخطة العلاجية المناسبة.

للأسف وفي بعض الدول النامية ذات القدرات الطبية المتواضعة، تعاني مراحل تشخيص اختلال الكتاراكت الخلقي واختيار أفضل تقنية علاجية مناسبة، من صعوبات وبطأ في مرحلة العلاج ينتج عنها ارتفاع معدلات الإصابة بالعمى لدى هؤلاء المصابين الصغار. لحسن الحظ يتميز مستشفى نور التخصصي لطب العيون في العاصمة الإيرانية طهران وبالاعتماد على أفضل الأطباء ذوي الخبرة، بتقديم أفضل التقنيات العلاجية لداء الكتاراكت الخلقي في إيران ومنطقة الشرق الأوسط.