يتم تسمية نزف الحجرة الأمامية للعين في المصطلحات الطبية باسم التحدمية (Hyphema). يمكن للتحدمية الظهور في العين تلقائياً أو نتيجةً لاصابة العين بأمراض واختلالات خاصة من أهمها الضربات والصدمات الواردة على العين كالرضح الكليل الذي يعد من أكثر مسببات التحدمية شيوعاً. وتنتج التحدمية عن تمزق وتلف الأوعية الدموية الموجودة في العنبية وأجزاءها المختلفة (القسم الملون من العين).
عوامل التحدمية أو نزبف الحجرة الأمامية للعين
- الضربات والصدمات الواردة على العين
- بعد عمليات العين الجراحية
- تلقائياً دون العثور على أي سبب أو عامل خاص
وقد يعود السبب الأخير إلى بعض الاصابة ببعض الأمراض العينية التي تعمل على تسريع ونمو أوعية دموية جديدة في الحجرة الأمامية للعين كداء السكري أو الجلوكوما. تعمل بعض الاختلالات الخلقية الموجودة منذ الولادة على إيجاد التحدمية أو نزف الحجرة الأمامية للعين عند الأطفال تلقائياً دون أي سبب خاص.
علائم وأعراض التحدمية
- مشاهدة ترسبات دموية داخل العين
علاج التحدمية
يعد العلاج الجهازي العلاج الأنجح والجزء الرئيسي للمداخلة الطبية للتحدمية أو نزيف الحجرة الأمامية للعين في حال كانت التحدمية ناشئة عن إصابة المريض بالاختلالات الجهازية العامة والتي تؤثر على العين أيضاً مثل داء السكري. من النقاط الأساسية في علاج أنواع التحدمية المختلفة، نود الإشارة إلى ضرورة الاستراحة الكاملة في وضعية الجلوس المسئلة التي تساعد على رسوب الدم المتواجد، الحيلولة دون النزف المجدد والتسريع في عملية إعادة امتصاص الخثرة الناتجة. بالطبع لا تشكل الممارسات اليومية والفعاليات الاعتيادية كالمطالعة ومشاهدة التلفاز أي خطورة على عملية شفاء التحدمية. لا تتعدى في العادة فترة النقاهة والاستراحة الـ 5 أيام، ويمكن للمريض بعدها استئناف نشاطاته الاعتيادية والذهاب إلى العمل تدريجياً.
يعتمد علاج التحدمية أو نزف الحجرة الأمامية للعين في العادة على الأدوية، إلا أنه وفي بعض الحالات الخاصة، قد يضطر الطبيب في علاج التحدمية إلى الاستناد على التقنيات الجراحية. يمنع في هذه الحالة الاستفادة من أدوية الأسبيرين ويمكن لتخفيف شدة الألم تعاطي الباراسيتامول (الإستامينوفن) كبديل عن مركبات الأسبيرين. أما بالنسبة للمرضى متعاطي الأدوية المميعة للدم كالوارفارين وغيرها من الضروري سؤال الطبيب المتخصص عن ضرورة قطعها أو متابعتها ويرجى تنفيذ تعليمات الطبيب المعالج في أدق تفاصيلها. من الضروري حماية العين أثناء فترة النقاهة والاستراحة من تعرضها لأي ضربة أو صدمة مباشرة ولذلك من الضروري تغطية العين بغطاء بلاستيكي (شيلد) بالكامل طيلة مدة الاستراحة.
أعراض التحدمية
تتناقص ضبابية الرؤية الناتجة عن التحدمية أو نزف حجرة العين الأمامية تدريجياً طيلة مدة العلاج، وفي حال عدم تفاقم الحالة المرضية أو عدم تعرض المريض لأي عارضة أخرى، تعود حدة ومعدل الرؤية إلى طبيعتها السابقة في غضون أسبوعين من بدأ العلاج. يعد ارتفاع ضغط العين من أكثر أعراض التحدمية خطورةً، وتختلف المدة الزمنية في ظهور ارتفاع ضغط العين من بداية ملاحظة التحدمية إلى مرور عدة سنوات على علاجها والتخلص من أعراضها، لذلك من الضروري جداً مراجعة مرضى التحدمية الحالية أو الذين عانوا منها في الماضي للخضوع إلى الفحص الطبي تحت إشراف طبيب العينية المتخصص لقياس مقدار ضغط العين بصورة منظمة. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى عدم إمكانية ملاحظة ارتفاع ضغط العين من قبل المريض، بناءً على ذلك من الضروري التقيد بجدول المراجعات والفحوصات الطبية. تأكد عند مراجعة طبيب العينية المتخصص على ذكر تعرضكم للتحدمية أو نزف حجرة العين الأمامية في السابق حتى يقوم الطبيب بالقيام بالفحوصات اللازمة.
قد تسبب التحدمية أو نزف حجرة العين الأمامية في درجاتها الشديدة بحيث تشغل الدماء القسم الأكبر من حجرة العين، تلوين القرنية وتناقص معدل وحدة الرؤية. وبالطبع تعد هذه العارضة من الأعراض المهمة جداً خاصةً عند الأطفال ما دون سن التسعة أعوام لخطرها الكبير في إصابة الطفل بكسل العين. لذلك ينصح الأطباء بخضوع المرضى للمعاينة الطبية اليومية حتى إعادة امتصاص كامل الدم الموجود في الحجرة الأمامية. قد يؤدي تعرض البالغين لهذه العارضة إلى تأخير في عملية العلاج وتحسن معدل وحدة الرؤية التي تصل إلى عامين بعد التعرض للتحدمية. من الضروري الانتباه إلى أن الضربات أو الصدمات العينية التي ينتج عنها التحدمية أو نزف حجرة العين الأمامية، قد تسبب أضراراً أخرى تصيب كافة أجزاء العين الداخلية كالحدقة، العدسة، الشبكية وحتى العصب البصري، لذلك وفي بعض الأحيان ومع شفاء التحدمية بالكامل، يعاني المريض من تناقص حدة الرؤية. في هذه الحالة يحتاج المريض إلى مزيد من الفحوصات التشخيصية والمداخلات الطبية العلاجية.
توصيات طبية خاصة
يتوجب على المرضى المصابين أو سابقي الإصابة بالتحدمية وحتى لمرة واحدة فقط، الانتباه وإيلاء الأهمية القصوى لعدم تعرض أعينهم إلى أي نوع من الصدمات أو الإصابات المباشرة. لذلك يوصي الأطباء بعدم متابعة بعض الفعاليات والأنشطة أو الرياضات التي يحتمل فيها إصابة العين مباشرةً كالرياضات القتالية. بالإضافة إلى ذلك، تعد العين المصابة في السابق دائماً أكثر حساسيةً وعرضةً للضرر بالمقارنة مع العين السليمة، لهذا وفي حال تعرض العين المصابة بالتحدمية سابقاً إلى نوع من الضربات وحتى الخفيفة منها، يتوجب على المريض مراجعة طبيب العينية المتخصص في أسرع وقت ممكن للخضوع إلى المعاينة والفحص الطبي.
في النهاية يجدر بنا التذكير بضرورة خضوع المصابين بالتحدمية أو نزف الحجرة الأمامية للعين إلى المعاينات والفحوصات المكررة والمنظمة من قبل طبيب العينية المتخصص حتى بعد الشفاء الكامل وزوال الأعراض إلى نهاية العمر.