شيخوخة البصر من الأمراض الشائعة لمرحلة منتصف العمر
الأم أو الأب الذي يسعى جاهداً لقراءة نص أو جريدة مبعداً إياها على طول يده إلى الخلف ومحاولاً من خلال التحديق فيها محركاً نظارته إلى الأعلى والأسفل رؤية وقراءة الخطوط والكلمات، صورة محفورة في أذهاننا وذكرياتنا إلى الأبد. قد يعاني الكثيرين في مرحلة منتصف العمر والتي تبدأ في العادة من أوائل دخول سن الأربعين، من صعوبة في القيام وممارسة أنشطتهم وفعالياتهم اليومية التي تحتاج إلى الدقة في الرؤية القريبة المدى كالمطالعة والقراءة، الخياطة، استخدام الهاتف المحمول والحاسوب. وتعد هذه المشاكل من أوائل علائم وأعراض التقدم في السن والتي يمكن لأي شخص الاحساس بها على درجات شدة مختلفة.
للأسف تسبب شيخوخة العين أو قصو البصر اختلالات الرؤية على المدى القريب من العين، وتزداد شدة الاختلال مع التقدم في العمر تدريجياً ولا يوجد أي تقنية أو علاج يعمل على الحد منها أو منع تفاقمها.
علل وأسباب شيخوخة العين
تنتج رؤية الأجسام بوضوح وشفافية سواء الأجسام القريبة أو البعيدة عن العين، عن وظيفة وإمكانات عدسة العين الانسانية القابلة للتقدير. تتمتع العين الانسانية بإمكانيات كبيرة وقد تطورت بحيث يمكنها تغيير المسافة البؤرية وتستطيع خلال أجزاء بسيطة من الثانية الانتقال من التركيز لرؤية الأجسام البعيدة عن العين إلى الأجسام التي لا تبعد سوى مسافة عدة سانتي مترات منها. يطلق على هذه العملية اسم عملية المطابقة وتستلزم خصائص العدسة الارتجاعية والقابلة للانعطاف في كافة مراحلها.
مع التقدم في العمر، تبدأ العدسة العينية الطبيعية بفقدان خصائصها الارتجاعية والانعطافية تدريجياً مما يسبب التناقص في قدرة العين على القيام بعملية المطابقة. في النهاية يعاني الشخص من الضبابية في رؤية الأجسام القريبة ويحتاج إلى وقت طويل للتحديق حتى يستطيع الحصول على رؤية شبه واضحة. يطلق على هذه الحالة علمياً وطبياً اسم شيخوخة العين (قصو البصر) (Presbyopia). يمكننا تعريف عملية المطابقة (Accommodation) على أنها قدرة عدسة العين الطبيعية ومن خلال تغيير ثخانتها على كسر الأشعة الضوئية المنعكسة عنه لتركيزها على الشبكية تماماً سواء للأجسام البعيدة عن العين (الشكل الأيمن) أو القريبة منها (الشكل الأيمن).
علائم وأعراض شيخوخة العين
- عدم القدرة على القراءة من الكتب، الصحف، استخدام الهاتف المحمول وغيرها من النشاطات التي تحتاج إلى الرؤية القريبة المدى
- الشعور بآلام الرأس أو الإرهاق العيني عند القيام بأنشطة مختلفة كالكتابة أو الخياطة
للأسف لم يتم إلى الآن العثور على حل أو علاج نهائي لهذا الاختلال ويكمن الحل الوحيد في التخلص من أعراض شيخوخة العين في الاستفادة من النظارات الطبية عند الحاجة إليها في ممارسة الأنشطة والفعاليات اليومية التي تحتاج إلى الرؤية القريبة المدى، ويطلق على هذا النوع من النظارات الطبية اسم نظارة المطالعة أو نظارة القراءة. يحاط المصابين بشيخوخة العين بعد مرور فترة زمنية عن تشخيص حالتهم الطبية بمجموعة كبيرة من أنواع وأقسام النظارات الطبية التي لا يجدها في أكثرية الأوقات عند الحاجة لاستخدامها.
مساوئ نظارة القراءة عند المصابين بشيخوخة البصر
- تسبب ضبابية الرؤية للأجسام البعيدة عن العين
- الحاجة إلى استبدالها لعدة مرات مع تفاقم حالة قصو البصر
- لا يمكن ارتداءها أو الاعتماد عليها في مختلف الأماكن (نسيانها في المنزل، عدم القدرة على حملها عند الذهاب إلى المسبح و...)
- دليل واضح على التقدم في العمر ولا تمتلك جمالية خاصة