جراحة انسداد القناة الدمعية عند الأطفال

لكل عين لدى الإنسان غدة دمعية. تتموضع الغدد الدمعية أو (Lacrimal Gland) في القسم العلوي والخارجي من كرة العين وتتعهد مهمة إفراز القسم المائي من الدمع بمساعدة الغدد الدمعية الفرعية صغيرة الحجم والمتوزعة على أطراف الجفن. تم إعداد هذه المقالة من قبل الفريق الطبي العامل في مستشفى نور التخصصي الواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية، والتي تحتوي معلومات مفيدة ومهمة حول اختلالات المجاري الدمعية وأمراضها عند الأطفال وحديثي الولادة وطرق علاجها.

  • الطبقات الدمعية

1. الطبقة الداخلية: عبارة عن طبقة من مادة مخاطية يعود إنتاجها وإفرازها إلى خلايا الملتحمة.

2. الطبقة الوسطى: أكثر الطبقات الدمعية ثخانة وهي في الحقيقة عبارة عن سائل مرقق من الماء والأملاح. وتعمل الغدد الدمعية الرئيسية والفرعية على إنتاج وإفراز هذه الطبقة من الدمع. تتعهد الطبقة الوسطى من الدمع وظيفة ترطيب سطوح العين الخارجية وتنظيفها من ذرات الغبار والأجسام الغريبة. تعد الأمراض المؤدية إلى اختلالات في إفراز هذه الطبقة من الدمع السبب الرئيسي لجفاف العين ويطلق على هذه الأمراض اسم (Sicca Keratoconjunctivitis).

3. الطبقة الخارجية: طبقة الدمع السطحية، وهي عبارة عن طبقة رقيقة جداً من الدسم يتم إفرازها عن طريق غدد الميبومين. وتعد الوظيفة الرئيسية والأهم لطبقة الدمع الخارجية الحفاظ على الطبقة الوسطى أسفلها والحد من عملية تبخيرها.

تنتشر الدموع مغطيةً السطح الخارجي من العين بالكامل، ومن ثم تنساب عبر المجاري الدمعية (Lacrimal Duct) وتتجمع داخل الكيس الدمعي (Lacrimal Sac) من خلال منفذين صغيرين على الحافة الداخلية للجفن العلوي والسفلي، وفي النهاية يتم تخليتها داخل الأنف عن طريق القناة الدمعية الأنفية. ولهذا السبب بالتحديد نعاني من سيلان الأنف عندما نبدأ بالبكاء. باختصار يتضمن النظام الدمعي الخاص بنا الغدد الدمعية الرئيسية والفرعية، المجاري الدمعية، الكيس الدمعي والقناة الدمعية الأنفية.

انسداد القناة الدمعية الأنفية (نازولاكريمال)، يطلق على انسداد المجاري الأنفية الدمعية والمسؤولة عن تخلية الدموع المتجمعة من سطح العين، انسداد القناة الدمعية الأنفية والناتجة عن عدة عوامل خلقية عند الولادة أو اكتسابية يصاب فيها المريض فيما بعد.

  • عوامل انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال

يعد انسداد القناة الدمعية أحد أكثر الاختلالات رواجاً وشيوعاً عند الأطفال حديثي الولادة، حيث يتراوح معدل الأطفال المتولدين قبل التشكل الكامل للقناة الدمعية الأنفية من 6 إلى 10 بالمئة. وقد ذكرت بعض المراجع الطبية أن شيوع هذا الاختلال عند الأطفال حديثي الولادة يقارب الـ 50 بالمئة. ويعود السبب الرئيسي لهذا الانسداد إلى بقايا الأغشية الخلوية في نهاية القناة الأنفية القريبة من فتحة الأنف.

  • علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال

في العادة تظهر أعراض انسداد القناة الدمعية عن الأطفال حديثي الولادة في سن الأسبوعين وحتى الستة أسابيع الأولى بعد الولادة، ويعد تدميع العينين العارضة الرئيسية للانسداد. بشكل عام لا يوجد أي نوع من الإفرازات الدمعية عند بكاء الطفل خلال الشهر الأول من العمر (الأطفال حديثي الولادة)، فتساقط الدموع عند الأطفال الأصغر سناً من الشهر الواحد على الأغلب عبارة عن علامة مرضية تستدعي الفحص والمعاينة. من العلائم الشائعة الأخرى لانسداد القناة الدمعية الأنفية يمكننا الإشارة إلى إفراز والتهاب الملتحمة المتكرر وإنتانات الكيس الدمعي، التي تسبب احمرار والتهاب أسفل العين بالقرب من الأنف والشعور بالألم عند ملامسة تلك المنطقة. كما يمكن أن تصاب هذه المنطقة بالتورم وملاحظة إفرازات مخاطية في الجانب الداخلي من العين. تشاهد علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية في كلتي العينين عند ثلث الأطفال المصابين. في العادة تشتد علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية عند تعرض الطفل للغبار أو الرياح دون الشعور بالحساسية تجاه الضوء (photophobia).

  • ملاحظة: يتوجب الشك بالجلوكوما الخلقية لدى الأطفال المصابين بتدميع العين والحساسية تجاه الضوء (photophobia). فقد تدل مرافقة انسداد القناة الدمعية الأنفية مع الحساسية من الضوء عند الأطفال على الإصابة بالجلوكوما الخلقية.

من خلال الضغط اللطيف على الكيس الدمعي (lacrimal sac) تخرج الدموع من ثقوب (Puncta) داخل العين. يتم تشخيص انسداد القناة الدمعية الأنفية عن طريق إضافة مواد مظللة مثل الفلورسين داخل العين ومحاسبة الزمن اللازم لتخليتها أو الزمن اللازم لوصولها إلى الحفرة الحلقية الفموية (باستخدام ضوء أزرق يكشف مادة الفلورسين).

تعاني هذه التقنية التشخيصية عند الأطفال حديثي الولادة من عدة مشاكل. فاللقيام بهذا الفحص يعمل الأطباء في البداية على وضع عدة قطرات من محلول الفلورسين 1 بالمئة على الملتحمة، ويخضع المريض للفحص بعد مرور مدة زمنية تتراوح من 2 إلى 5 دقائق. في الحالة الطبيعية وبعد مرور قرابة الخمس دقائق تختفي آثار الفلورسين من العين بالكامل. يخضع الأطفال المصابون بانسداد القناة الدمعية الأنفية في مستشفى نور التخصصي في طب العيون الواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية، للعلاج تحت إشراف فريق طبي متخصص ذو خبرة طويلة في هذا المجال.

في أغلب الحالات (95 بالمئة) تختفي علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال حديثي الولادة خلال العام الأول من العمر تدريجياً دون الحاجة إلى المداخلية الطبية. ومع ذلك يضطر الأطباء في بعض الحالات الخاصة للتدخل وفتح الانسداد الموجود بتقنيات تعتمد على الجراحة وغيرها.

1. العلاج المحافظ (conservative) (غير الجراحي):

ويتضمن مراقبة المريض، تدليك الكيس الدمعي واستخدام المضادات الحيوية الموضعية. لتدليك الكيس الدمعي يتوجب في البداية غسيل اليدين ووضع السبابة على الجانب الداخلي للعين (من جهة الأنف) والضغط بنعومة باتجاه الأسفل، كما يمكن أن ينصح الطبيب باستخدام الكمادات الساخنة. في حال الإصابة بالانتانات والالتهابات يوصي الطبيب باستخدام قطرات أو مراهم المضادات الحيوية. بالطبع لا تؤثر المضادات الحيوية على فتح القنوات الدمعية المسدودة.

وفي حال عدم نجاح التوصيات سابقة الذكر في فتح الانسداد الناتج بعد عدة أشهر، أو في حال تعرض الطفل لانتانات والتهابات شديدة ومتكررة، يتوجب اللجوء إلى عملية المنظار (probing) للتخلص من الانسداد. وتصل معدلات نجاح عملية المنظار من 95 – 85 بالمئة للأطفال تحت سن العام الواحد، ويعمل ازدياد عمر الطفل على تقليل احتمال نجاح العملية.

2. عملية المنظار (probing):

عبارة عن تقنية جراحية تستغرق قرابة العشر دقائق، يتم من خلالها إدخال منظار رفيع ومعدني داخل القناة الدمعية المسدودة لفتحها. يعتقد بعض الأطباء أن العمر المناسب للقيام بعملية المنظار عند الأطفال في سن الستة أشهر دون الحاجة إلى التخدير العام وفقط باعتماد التخدير الموضعي، في حين يعتقد البعض بأن تأجيل العملية حتى سن العام الواحد يمنح القناة الدمعية الفرصة لإزالة الإنسداد بدون المداخلة الطبية. وبالطبع تحتاج عملية المنظار التخدير العام في غرفة العمليات عند بلوغ الطفل عمر السنة الواحدة.

في حال عدم نجاح عملية المنظار (probing) في فتح القناة الدمعية الأنفية أو في حال تشخيص وجود تضيقات داخل القناة، يلجأ الجراحون إلى تقنيات جراحية واسعة كتعبئة أقلام السيليكون (silicone tube intubation) أو التنبيب، وفي هذه التقنية يضع الأطباء أقلاماً من السيليكون داخل القناة الدمعية لمدة 6 أشهر تعمل على فتح المجرا، ويتم إزالتها عن طريق عملية جراحية صغيرة أخرى.

3. قسطرة البالون (Balloon Dacryoplasty):

تقنية جراحية جديدة في فتح انسداد القناة الدمعية الأنفية عن طريق إدخال قسطرة مزودة ببالون في زاوية العين وداخل القناة الدمعية. في البداية ينفخ البالون باستخدام سائل معقم ويتم تفريغه بعد مرور90 ثانية. وفي المرحلة الثانية يكرر الأطباء نفخ البالون لمدة 60 ثانية أخرى. يتراوح معدل نجاح هذه التقنية من 100 – 80 بالمئة.

4. تقنية توسيع المجرا الدمعي (DCR):

تستخدم في الموارد النادرة عند عدم نجاح التقنيات السابقة في التخلص من الانسداد عند الأطفال. وتعد التقنية الرئيسية المستخدمة في فتح انسداد القنوات الدمعية عند البالغين والمسماة DCR أو (Dacryocystorhinostomy). وتستعمل فقط عند المرضى المصابين بالتهاب الكيس الدمعي المتكررة، الاتساع المؤلم للكيس الدمعي أو تدميع العين الشديد. ومع وجود عدة تقنيات وخيارات مطروحة في علاج هذه الحالات، إلا أن التقنية الرئيسية المستعملة هي فتح منفذ للكيس الدمعي إلى داخل حفرة الأنف. يقدم متخصصي مستشفى نور الطبي الواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية لكم أعزائي المرضى المساعدة اللازمة، ويسعون جاهدين للحفاظ على سلامة أعينكم.

  • ما عدد الطبقات الدمعية ؟
  • متى يمكننا إطلاق تسمية انسداد القناة الدمعية الأنفية ؟
  • ما هو نوع الانسداد الأكثر شيوعاً عند الأطفال ؟
  • ما نسبة الأطفال المصابة بانسداد القناة الدمعية الانفية ؟
  • ما هي علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال حديثي الولادة ؟
  • على ماذا تدل مرافقة انسداد القناة الدمعية الأنفية مع الحساسية من الضوء عند الأطفال ؟
  • كيف يتم تشخيص انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال ؟
  • كيف تتم معالجة انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال ؟

 

 

  • ما عدد الطبقات الدمعية ؟

1. الطبقة الداخلية والمتشكلة من المخاط المترشح عن طريق خلايا الملتحمة.

2. الطبقة الوسطى وهي عبارة عن سائل من الماء والأملاح.

3. الطبقة الخارجية الزيتية أو الدسمة، المفرزة من غدد الميبومين.

  • متى يمكننا إطلاق تسمية انسداد القناة الدمعية الأنفية ؟

عندما لا تستطيع العين بشكل طبيعي تخلية الدموع المترشحة من الغدد الدمعية الرئيسية والفرعية إلى داخل الأنف. ويمكن أن يعاني البالغين أو الأطفال حديثي الولادة من هذه العلائم الأعراض.

  • ما هو نوع الانسداد الأكثر شيوعاً عند الأطفال ؟

انسداد القناة الدمعية الأنفية النوع الأكثر شيوعاً عند الأطفال.

  • ما نسبة الأطفال المصابة بانسداد القناة الدمعية الانفية ؟

يتراوح معدل الأطفال المتولدين قبل التشكل الكامل للقناة الدمعية الأنفية من 6 إلى 10 بالمئة. وقد ذكرت بعض المراجع الطبية أن شيوع هذا الاختلال عند الأطفال حديثي الولادة يقارب الـ 50 بالمئة.

  • ما هي علائم انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال حديثي الولادة ؟

يعد تدميع العينين العارضة الرئيسية للانسداد. بشكل عام لا يوجد أي نوع من الإفرازات الدمعية عند بكاء الطفل خلال الشهر الأول من العمر (الأطفال حديثي الولادة)، فتساقط الدموع عند الأطفال الأصغر سناً من الشهر الواحد على الأغلب عبارة عن علامة مرضية تستدعي الفحص والمعاينة. من العلائم الشائعة الأخرى لانسداد القناة الدمعية الأنفية يمكننا الإشارة إلى إفراز والتهاب الملتحمة المتكرر وإنتانات الكيس الدمعي، التي تسبب احمرار والتهاب أسفل العين بالقرب من الأنف والشعور بالألم عند ملامسة تلك المنطقة.

  • على ماذا تدل مرافقة انسداد القناة الدمعية الأنفية مع الحساسية من الضوء عند الأطفال ؟

قد تدل مرافقة انسداد القناة الدمعية الأنفية مع الحساسية من الضوء عند الأطفال على الإصابة بالجلوكوما الخلقية، والتي تستدعي الفحص والمعاينة الدقيقة.

  • كيف يتم تشخيص انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال ؟

1. الضغط الناعم على الكيس الدمعي

2. باستخدام مادة الفلورسين داخل العين

  • كيف تتم معالجة انسداد القناة الدمعية الأنفية عند الأطفال ؟

بحسب الدراسات الأخيرة والتي أشارت إلى زوال الانسداد الحاصل في القناة الدمعية الأنفية لدى 95 بالمئة من الأطفال المصابين خلال العام الأول من عمرهم، تدريجياً ودون الحاجة إلى المداخلة الطبية. وفي حال استمرار الانسداد يمكن الاستفادة من عدة تقنيات علاجية جراحية وغير جراحية كالتالي:

1. العلاج المحافظ: ويتضمن مراقبة المريض، تدليك الكيس الدمعي واستخدام المضادات الحيوية الموضعية.

2. عملية المنظار (probing): عبارة عن تقنية جراحية تستغرق قرابة العشر دقائق، يتم من خلالها إدخال منظار رفيع ومعدني داخل القناة الدمعية المسدودة لفتحها.

3. قسطرة البالون (Balloon Catheter Dilation): تقنية جراحية جديدة في فتح انسداد القناة الدمعية الأنفية عن طريق إدخال قسطرة مزودة ببالون في زاوية العين وداخل القناة الدمعية. وباتباع خطوات محددة يتم التخلص من الانسداد الناتج وفتح القناة الدمعية. يتراوح معدل نجاح هذه التقنية من 100 – 80 بالمئة.

4. تقنية توسيع المجرا الدمعي (DCR): تستخدم في الموارد النادرة عند عدم نجاح التقنيات السابقة في التخلص من الانسداد عند الأطفال. وتعد التقنية الرئيسية المستخدمة في فتح انسداد القنوات الدمعية عند البالغين.