الغمش أو كسل العين

الدكتورة آزاده فرحي: أخصائية في رأب العين والحول

منذ سنوات و الآباء و الأمهات يستذكرون فحص عيون أبنائهم في أواخر فصل الصيف و أوائل فصل الخريف، و خصوصاً في فترة التحاق أطفالهم بالمدارس. و لكن على الأهالي أن يدركوا بأنه يجب عليهم البدء بهذه الفحوصات من الأشهر الأولى بعد الولادة، ليصار إلى تشخيص المشاكل البصرية و علاجها في الوقت المناسب.

الغمش أو كسل العين هو ضعف في الرؤية المركزية للعين بدون وجود سبب عضوي. فعلى الرغم من سلامة البنية العضوية للعين إلا أنها تعاني من نقص في الرؤية حتى مع وجود النظارات.

عندما يكون تطور القدرة البصرية طبيعياً في إحدى العينين و غير طبيعي في العين الأخرى، فإن العين الأخيرة تعاني من ضعف بالنظر و تدريجياً من كسل في العين(غمش). تصيب هذه المشكلة 2 إلى 3 بالمئة من الأطفال و أفضل فترة لعلاجها هي فترة ما بعد الولادة و أوائل الطفولة. يجب الانتباه إلى أنه في بعض الحالات قد تصاب كلتا العينين بذات الوقت، مع العلم بأن عين واحدة فقط هي من تصاب بالعادة.

ما هي أسباب الغمش(كسل العين)؟

يحدث الغمش نتيجة خلل في الأداء الوظيفي للعين و عدم تطور قدرتها البصرية، و لكن في الكثير من الحالات أيضاً قد يكون السبب متصلاً بعوامل وراثية.

يمكن تصنيف الغمش إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

  1. الغمش الناجم عن الحول: ينجم الغمش في الغالب عن الحول، فالطفل الذي يعاني من الحول يحاول التخلص من ازدواجية الرؤية الناجمة عنه بالاعتماد على عين واحدة (التي تبصر بشكل أفضل) و بالتالي تتوقف العين الأخرى عن التطور و تصاب بالغمش.
  2. الغمش الانكساري: أسواء الانكسار(مد بصر، حسر بصر، حرج بصر) هي مشاكل بصرية يمكن تصحيحها باستعمال النظارات الطبية. تؤدي إلى ظهور الغمش حين تصيب عين واحدة (في حين تكون العين الأخرى سالمة) أو حين تصيب كلتا العينين( حين يكون هنالك فارق هام بين العينين). وفي هذه الحالة العين الأضعف هي من تصاب بالكسل. كما أن وجود خلل انكساري شديد في كلتا العينين قد يؤدي إلى كسل كل من العينين. إن تشخيص هذا النوع من الغمش عادة ما يكون صعباً لأن ظاهر العين يبدو طبيعياً و الطفل أيضاً لا يشكو من مشاكل في الرؤية.
  3. الكسل الناجم عن الحرمان البصري: وهو وجود عائق عضوي للرؤية (مثل الساد أو هبوط الجفن الشديد أو عتامة القرنية و ....). إن و جود عائق بصري عادة ما يسبب أشد حالات الغمش.

كيف يتم تشخيص الغمش؟

إن تشخيص كسل العين ليس بالأمر السهل، لأنه ما لم تتبلور المشكلة بشكل واضح أو يظهر الحول بشكل واضح فإن الأهل لن يلتفتوا إلى وجود هكذا مشكلة لدى أولادهم. الأطباء أيضاً يواجهون بعض المشاكل في التشخيص من خلال أنهم يعتمدون في الكشف عن الغمش على قياس ضعف البصر و اختلاف القدرة البصرية بين كلتا العينين مما يصعب من مهمتهم عند الأطفال الصغار، الأمر الذي يجبرهم على اتباع أساليب خاصة كأن يتم تطميش إحدى العينين و تقدير ضعف العين الأخرى من خلال قدرة الطفل على تعقب شيء ما يمرر من أمام عينيه و مقدار تركيز بصره عليه، و هكذا بالنسبة للعين الأخرى. يجب الالتفات إلى أمر مهم آخر و هو أن ليس كل ضعف بصري هو بالضرورة غمش، لأنه يمكن في بعض الحالات تصيحيح البصر باستخدام النظارات الطبية، وفي حالات أخرى يمكن تصحيح البصر من خلال إزالة العائق الذي يسبب ضعف البصر(كالساد أو العدوى أو الأورام و ما إليه من أمراض تصيب داخل العين) إن أمكن فعل ذلك.

كيف يمكن علاج الغمش؟

من الطبيعي قبل معالجة الغمش إزالة أي عائق للرؤية (كأن نصحح أسواء الانكسار بالنظارة المناسبة أو أن نعالج الساد مثلاً جراحياً)، و بعدها نقوم بتحفيز الرؤية بالعين الكسولة من أجل علاج الغمش. وللقيام بذلك يجب منع الرؤية بالعين الجيدة و ذلك بتغطيتها. تغطية العين الجيدة هي المعالجة الأساسية و الأكثر نجاعة للكسل الوظيفي للعين، و التغطية اللازمة قد تتراوح من عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

قد يلزم تغطية العين حتى بعد تصحيح الغمش( لفترات أخرى) للوقاية من عودة المرض.

في بعض الحالات الخاصة بناء على تشخيص الطبيب المعالج يمكن تشويش العين الجيدة باستخدام قطرة عينية أو عدسات خاصة تغني أحياناً عن التغطية.

من الطرق العلاجية الأخرى للغمش تحريض العين الضعيفة بأساليب مختلفة و تدعى هذه الطريقة (بالعلاج الفعال)، و يمكن القيام بها في العيادة فقط مما يستلزم مراجعات متعددة للطبيب.

ملاحظات هامة

يجب على جميع الآباء و الأمهات إدراك بأن العلاج الناجح و المؤثر للغمش الناجم عن عائق بصري( كالساد مثلاً) يكون فقط عند تشخيصه و علاجه في الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل.

استناداً إلى ما تم ذكره سابقاً يمكن قول التالي.

العوامل المؤثرة في نجاح علاج الغمش هي:

  • شدة المرض
  • عمر الطفل أثناء البدأ بالعلاج
  • العامل المسبب له

ما هي مضاعفات الغمش في حال عدم علاجه؟

إذا لم يتم علاج الغمش فإن المريض سوف يواجه مشاكل عديدة من أهمها:

  • ظهور ضعف بصري كبير و دائم في العين الكسولة
  • غياب الرؤية ثلاثية الأبعاد
  • فقدان نعمة البصر بشكل نهائي في حال أصيبت العين الأخرى السالمة بمرض ما تسبب بإعاقتها

يرجى عدم إغفال الملاحظات التالية

  • يوصي الأطباء بفحص عيون جميع الأطفل قبل سن الثالثة، و يقوم الكثير من الأطباء بفحص العيون ضمن فحوص الأطفال الروتينية و يبادرون بإحالة الطفل إلى أخصائي العيون إن لزم ذلك.
  • يرجى أخذ الحذر أكثر و فحص عيون الطفل بعد الولادة مباشرة في حال وجود تاريخ مرضي عائلي للحول أو الساد في فترة الطفولة أو بقية أمراض العين الخطيرة الأخرى.
  • لحسن الحظ فإن الطرق الحديثة المتطورت جعلت من فحص عيون الأطفال صغار السن أمراً ممكناً.
  • يمكن علاج الغمش في أغلب الحالات في حال تم التشخيص و العلاج في الوقت المناسب. فاحتمال نجاح العلاج في 9 سنوات الأولى من حياة الطفل أكبر. و تقل نسب النجاح عادة بعد انقضاء هذه الفترة العمرية.
  • إن تطبيق توصيات الطبيب هي مسؤولية الأهل لأن الأطفال بشكل عام لا يحبذون تغطية العين. فتطبيق توصيات الطبيب هي من أهم عوامل نجاح العلاج.

إن فريق أخصائيي الحول في مستشفى نور التخصصي على أتم الاستعداد لتقديم كافة الخدمات و بالاعتماد على أحدث الطرق العلاجية و الأجهزة المتطورة.

قسم الاستقبال في مستشفى نور التخصصي: 82400-021

قسم الاستقبال في مركز البرز التابع لمستشفى نور التخصصي: 35800-026

قسم الاستقبال في مركز مطهري التابع لمستشفى نور التخصصي: 42313 -021