هنالك اعتقادين مغلوطين حول فحص العيون. الأول أنه طالما أننا نتمتع ببصر جيد فلا حاجة لفحص عيوننا، و الثاني أن تعيين درجة النظر باستخدام لوح سنلين الخاص (كما هي الحال بالنسبة لمن يودون الحصول على إجازة قيادة مثلاً) يغني عن فحص العيون من قبل طبيب العيون. ولكن يجب التنويه إلى أن فحص طبيب العيون هو أعم من قياس حدة البصر، و يتعداها إلى معاينة جوانب أخرى في العين و الكشف المبكر عن بعض الأمراض التي تحتاج إلى علاج سريع و فوري، و لكنها في نفس الوقت لا تظهر أعراضها و لا يلتفت إليها المريض إلا بعد حين.
من هم الذين يتوجب عليهم فحص عيونهم؟
يجب على كل إنسان ( و بصرف النظر عن عمره أو حالته الصحية) الخضوع لفحوص دورية و منتظمة من قبل طبيب العيون. فيجب على المسنين مثلاُ فحص عيونهم للتأكد من توافق درجة النظارات مع درجة بصرهم، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن أمراض العين. كما أن فحص العيون عند الأطفال يحتل أهمية خاصة في تطور و نمو حاسة البصر لديه. و حيث أن صحة العيون عند الأطفال تلعب دوراً مهماً في العملية التعليمية لديهم، هذا يضاعف من أهمية فحص العيون في هذه الفئة العمرية. يمكن أن تظهر مشاكل الرؤية لدى الأطفال على شكل تراجع في المستوى الدراسي و تخبط في انجاز التكاليف المدرسية. في أغلب الأحيان لا يشكو الطفل من مشاكل في الرؤية مع وجودها، لأنه لم يجرب الرؤية الطبيعية و لا يدرك الفرق بين الرؤية الطبيعية و ما يمتلكه هو من قدرة بصرية. لذلك في حال لاحظتم تراجع في مستوى طفلكم الدراسي أو كان يعاني من مشاكل في القراءة أو التعلم يجب عليكم بكل تأكيد مراجعة طبيب العيون لإجراء الفحوصات اللازمة له.
على أي المشاكل البصرية يتم التركيز أكثر في فحص العيون؟
يركز أخصائي العيون في فحصه على الأمور التالية:
- العيوب البصرية الانكسارية: و التي تشمل مد البصر و قصر البصر و اللابؤرية و ......
- الغمش(Amblyopia): تظهر هذه الحالة عند وجود حول أو اختلاف كبير في مستوى الرؤية بين كلتا العينين. وبالتالي لا يقوم الدماغ بارسال الصورة التي استقبلتها العين المعلولة. في حال عدم علاج هذا المرض قد يسبب اضطراب في نمو و تكامل الحاسة البصرية عند الطفل مما يتبعه خلل دائم في الرؤية. يتم علاج هذه الحالة عادة بإغلاق العين السليمة لفترة محددة و معينة.
- الحول: يفحص الطبيب التناغم بين حركة كلتا العينين و وضعية كل عين بالنسبة للأخرى للكشف عن حالات الحول التي يمكن أن تسبب الغمش و اضطراب في الحس العميق.
- أمراض العين: إن الكثير من الأمراض العينية كالمياه الزرقاء(الجلوكوما) و المشاكل الناجمة عن السكري ليس لها أعراض واضحة في بداياتها، و يتم الكشف عن هكذا أمراض و علاجها في مراحلها الأولية من خلال فحص العين بشكل دوري من قبل طبيب العيون. في كثير من الأحيان يمكن من خلال التشخيص المبكر للأمراض و علاجها التخفيف من مضاعفات هذه الأمراض و الوقاية من الفقدان الدائم للبصر.
- الأمراض الأخرى: يمكن من خلال فحص أوعية العين الدموية و الشبكية و أقسام العين الأخرى الكشف عن أمراض جهازية خارج العين كضغط الدم و السكري و ارتفاع شحوم الدم.
كيف يجب أن تكون الفواصل بين الفحوصات ؟
يوصي أطباء العيون بإجراء فحص كامل للعين كل 1 إلى 3 سنوات و ذلك استناداً إلى الحالة الصحية للشخص و وجود أو عدم وجود عوامل خطر لديه.
الأطفال: تختلف هذه الفواصل بالنسبة للأطفال. فالتقديرات تشير إلى أن واحد من كل 20 طفل في مرحلة رياض الأطفال و واحد من كل 4 أطفال في المرحلة الإبتدائية يعانون من مشاكل عينية، و التي في حال عدم علاجها يمكن أن تتسبب بنقص دائم في النظر. يجب إجراء الفحص الكامل لعيون الأطفال السالمين الذين لا يعانون من أعراض عينية و لا يملكون عوامل خطر و ذلك في سن 6 أشهر و 3 سنوات و قبل الدخول إلى المدرسة. و بعد ذلك يجب أن يخضعوا لفحوص دورية لعيونهم كل سنتين.
و أما الأطفال الذين يملكون عوامل خطر بالنسبة لأمراض عينية فهم يحتاجون لفحوص بتواتر أكبر. نذكر من عوامل الخطر تلك:
- الولادة الباكرة(قبل الأسبوع 40)
- تأخر في النمو
- حول
- وجود تاريخ مرضي لأمراض عينية في العائلة.
- وجود إصابة قديمة في العين
يحتاج الأطفال الذين يضعون نظارات طبية أو عدسات لاصقة إلى فحص سنوي في الغالب لتغيير درجة النظارات بما يتوافق مع درجة العين في حال تغيرت.
الكبار: بشكل عام و بناء على الحالة الصحة للمريض و مقدار التغييرات البصرية المحتملة، يجب الخضوع لفحص كامل للعين كل 2 إلى 3 سنوات حتى سن 40 سنة. و لكن يوصى بإجراء الفحوص بتواتر أكبر( خلال فواصل زمنية أقل) في حال وجود بعض الأمراض التي تؤثر سلباً على العين كضغط الدم و السكري.
أما الأشخاص فوق سن 40 فالأفضل أن يخضعوا لفحص العيون كل سنة أو سنتين و ذلك بسبب ازدياد احتمال ظهور بعض الأمراض كالماء الأبيض(الكتاراكت) و مد البصر الشيخوخي و تنكس البقعة الصفراء مع التقدم بالسن.