التهاب الملتحمة والصلبة أو الحساسية الربيعية (الرمد الربيعي)

ما هو التهاب الملتحمة والصلبة أو الحساسية الربيعية؟

حساسية مزمنة وغير معدية تصيب الملتحمة في كلتا العينين في الجفن العلوي وحول القرنية. وهي أكثر شيوعاً في المناطق الجافة والمدارية، وعند الذكور أكثر من الإناث، و غالباً ما يكون ظهور هذا المرض بين سن الـ 3 والـ 25 سنة.

ما هي علامات وأعراض التهاب الملتحمة والصلبة أو (الحساسية الربيعية)؟

الحكة الشديدة هي العلامة الأبرز في هذا المرض والمترافقة مع إفرازات مخاطية سميكة ولزجة. ورهاب الضوء أيضاً علامة أخرى لهذا المرض. أغلب هؤلاء المرضى لديهم تاريخ مرضي يحكي عن وجود حساسية أو أكزيما سابقة في سن الطفولة.

يلاحظ طبيب العيون أثناء معاينته للعين وجود حبيبات وحويصلات في طبقة الملتحمة في الجفن العلوي وهو ما يميز الرمد الربيعي عن غيره من الأمراض المشابهة. أحياناً تكون الإصابة في القرنية على شكل نقاط سطحية تعلو القرنية، ولكن في بعض الأحيان النادرة عندما يشتد المرض قد يتسبب بتقرحات لها حواف واضحة يمكن أن ينتج عنها ضعف نظر مؤقت أو دائم.

للتفريق بين هذا المرض والتهاب الملتحمة والصلبة التأتبي يجب الانتباه إلى سن ظهور المرض ومكان التقرحات، بالإضافة إلى وجود أو عدم وجود سابقة مرضية لالتهاب جلدي سابق أو نوسانات فصلية.

ما هي الفيزيولوجيا المرضية لالتهاب الملتحمة والصلبة أو الرمد الربيعي؟

ظهور ردة فعل شديدة لجسم الإنسان عبر جهازه المناعي عند تعرضه لأجسام غريبة ومؤثرة تدعى المستمنعات (Immunogen) أو المستأرجات (Allergens). ويعود السبب الرئيس لردة الفعل هذه إلى الخلايا اليوزينية (Eosinophils).

ما علاج التهاب الملتحمة والصلبة أو الرمد الربيعي؟

الهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف الأعراض وتجنب المضاعفات التي قد تؤثر سلباً على البصر. وأفضل علاج لهذا المرض هو الابتعاد قدر الإمكان عن المستأرجات ومسببات الحساسية وهو أمر صعب التطبيق غالباً.

يمكن للكمادات الباردة واستعمال الدمع الصناعي والمراهم العينية أن تخفف من أعراض المرض. و من أجل علاج المرحلة الحادة للمرض يمكن استعمال مضادات الهيستامين الموضعية كما يمكن استعمال قطرات تحتوي على مركبات الكورتيزون في الحالات الشديدة. يجب الالتفات إلى أن مثبتات الخلايا البدينة ككرومولين الصوديوم لا تؤثر في علاج الأعراض الحالية للمرض وإنما الأعراض المستقبلية له، و بالتالي فإنها تفيد بشكل رئيسي في الوقاية من الأعراض المستقبلية وليس علاج الأعراض الحالية، لذلك ينصح باستعمالها بانتظام ريثما تعطي مفعولها وخصوصاً أنها لا تملك تأثيرات جانبية خطيرة كما في الكورتيزون.

يجب استعمال المضادات الحيوية الموضعية وقطرات Cycloplegic لعلاج الحالات المترافقة مع تقرحات في القرنية.كما أن استخدام عدسات لاصقة (تعمل كضماد للقرنية وتخفف من احتكاك القرنية بالجفن) قد يكون مفيداً أيضاً. و عندما تلتئم تقرحات القرنية يمكن حينها استعمال الستيرويدات أيضاً في العلاج. كما يجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب كل 1 إلى 3 أيام للكشف على حالتهم.

يفضل استعمال مثبتات الخلايا البدينة قبل شهر من بدء فصل الربيع وعلى امتداده وذلك للوقاية من أعراض المرض والحد منها. إن ظهور الأعراض في حال ترك العلاج قد يستغرق أسبوعين على أقل تقدير ليبدأ تأثير الدواء من جديد وتختفي الأعراض، لذلك ينصح بعدم ترك هذا العلاج.