أنواع حساسية العين

الربيع بالنسبة للكثير من الأشخاص موسم جميل، لطيف وممتع. إلا أنه يعد للبعض فصل الشعور بالحكة، الحرقة وتدميع العيون بغزارة مما يسبب عدم التمتع بميزات فصل الربيع ورحلاتهبالإضافة إلى تساؤل الأصدقاء الدائم عن سبب احمرار العينين.

الكثير من الأشخاص قد يعانون من حساسية العين، وتعد الحساسية أكثر الأسباب شيوعاً لزيارة الطبيب ، حيث أن من كل 10 إلى 15 شخصاً يصاببحساسية العين في حياته. تختلف أعراض الحساسية من شخص لآخر و قد تتراوح هذه الأعراضبين حدوث حرقة وحكة خفيفة في العين إلى أعراض شديدة و مزعجة و في بعض الأحيان خطيرة. علاوة على أن حساسية العين عادةً تكون مصحوبه بأعراض الحساسية الأخرى، مثل التهاب الأنف التحسسي وما يسمي بحمى القش (سيلان الأنف) و الحساسية الجلدية (التهاب الجلد التأتبي) ويعرف بالإكزيمة التأتبية. تلعب حبوب اللقاح في الزهور و النباتات و وبر وشعر الحيوانات و ريش الطيور بالإضافة إلى بعض الأدوية و مستحضرات التجميل دوراً أساسياً في حدوث الحساسية. طبعاً يمكن في بعض الأحيان من خلال تعرض العين لمواد مهيجة (كدخان السجائر و الأتربة و الغبار) أن تتسبب بأعراض تشبه إلى حد كبير مع أعراض حساسية العين.

لماذا تصاب العين بالحساسية؟

العين هي نافذة الجسم علي العالم الخارجي. عند ما تكون العين مفتوحة سوف تتعرض الملتحمة بشكل مباشر إلى مسببات الحساسية الموجودة في الجو. الملتحمة نسيج ظهاري مخاطي يغطي الجزء الأمامي من العين والسطوح الداخلية للجفون وتشكل سداً دفاعياً يحمي العين من العوامل الخارجية. تحوي الملتحمة على الكثير من الأوعية الدموية وخلايا الجهاز المناعي ومواد ذات طابع دفاعي كلها تساعد في حماية الأجزاء التي تغطيها الملتحمة من العوامل الخارجية ومن العدوى. من جانب آخر، يحتوي دمع العين على خلايا وعوامل مناعية تساعد أيضاً في حماية العين من العوامل الخارجية، وعليه فإن الكثير من ردود الفعل المناعية تتم على سطح الملتحمة في القسم الأمامي من العين. عندما يختل هذا النظم الطبيعي لردود الفعل المناعية لأي سبب كان وتقوم باستهداف العوامل الذاتية عوضاً عن العوامل الغريبة، تظهرالحساسية. ويمكن القول تظهر أعراض حساسية العين عندما تتعرّض الملتحمة لأحد مسببات التحسس. تعد مادة الهستامين التي تفرز من خلايا تدعى بالخلايا البدينة هي أهم عامل في ظهور الحساسية. مادة الهستامين تسبب الحكة و كذلك من خلال أثرها في توسيع الأوعية الدموية الموجودة في الملتحمة نشاهد احمراراً في العين. طبعاً هناك مواد أخرى من مسببات ظهور الحساسية، ولكن تعد الهستامين أهم وسيط في ذلك.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحساسية العين؟

في الحقيقة تنتشر الحساسية بشكل رئيسي عند الشباب في الفئة العمرية تحت عمر الثلاثين سنة. إضافة إلى الأشخاص الذين تعرضوا سابقاً للحساسية، أو من تنتشر أمراض الحساسية بين أعضاء عائلتهم، هم أكثر عرضة للإصابة، خاصة الأشخاص الذين يعانون من حساسية من نوع حمى القش (سيلان أنفي تحسسي) أو الحساسية الجلدية (التهاب الجلد التأتبي)، فإن لديهم قابلية كبيرة للإصابة بحساسية العين.

ما هي مضاعفات حساسية العين؟

كما ذكرنا سابقاً، إن الهستامين أهم وسيط لحدوث أعراض الحساسية. يؤدي افراز مادة الهستامين في الملتحمة إلى ظهور حرقة، حكة وسيلان الدموع في العين. كما تؤدي أيضاً إلي تحفز توسع الأوعية الدموية وبالنتيجة احمرار العين. بلإضافة إلي ذلك فمن خلال دورها في تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى داخل نسيج الملتحمة والجفون تسبب ورم في الجفن. يمكن أن تنتفخ الجفون إلى درجة يتعذر فيها المريض من فتح عينه. قد تتجمع السوائل داخل الملتحمة إلى درجة يمكن مشاهدة افرازات مائية طافية في الملتحمة. إضافة إلي ذلك، أحياناً يمكن أن تبتعد الملتحمة عن سطح العين أو أن تبرز من داخل الجفون مسببة ما يشبه الشرية إو البثرة (البطباطة) الكبيرة. في بعض الأحيان وخصوصاً عندما تتعرض القرنية للحساسية يمكن أن تعاني العين من حساسية بالنسبة للضوء.

عادةً ما تصيب الحساسية كلتا العينين، ولكن أحياناً يمكن أن تصيب عين واحدة فقط. خصوصاً عندما تدخل جزيئات مسببة للحساسية إلى إحدى العينين فيقوم الشخص بفركها مما يفاقم الحالة في العين المصابة فتظهر الأعراض فيها أشد من العين الأخري.

أنواع أمراض حساسية العين

  • التهاب الملتحمة التحسسي (Allergic Conjunctivitis)

ملاحظة: إن فرك العينين عند الاحساس بالحكة هي ردة فعل طبيعية، ولكن يجب الانتباه إلى أن فرك العينين يؤدي إلى إفراز مقادير أكبر من الهستامين والمواد الأخرى المسببة للحساسية وبالتالي تؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية الموجودة، لذلك ينصح بعدم فرك العينين قدر الإمكان. يُعد التهاب الملتحمة من أكثر أنواع حساسية العين شيوعاً. يظهر هذا النوع عادةً نتيجة وجود حساسية لحبوب اللقاح وحبات الزهور والنباتات وغالباً مايكثر في فصل الربيع. ولكن إذا كانت الحساسية نتيجة مسببات أخرى كالغبار و الأتربة المنزلية أو العفن أو شعر ووبر الحيوانات أو من مواد كيميائية وبعض الأدوية الخاصة، يمكن أن تظهر الحساسية في أي فصل من السنة. يترافق عادةً التهاب الملتحمة التحسسي الفصلي مع سيلان أنفي، وأعراض أخرى كالحكة والحرقة في العين واحمرارها مضافاً إليها الدمعان ووجود إفرازات رقيقة وانتفاخ في الملتحمة والجفون. وبما أن أكثر هذه الأعراض تظهر نتيجة تحرر مادة الهستامين في أنسجة الملتحمة لذلك فإن العلاج الأمثل يكمن في استعمال قطرات مضادات الهستامين. للوقاية من ظهور الأعراض يمكن استخدام قطرات مثبتات الخلايا البدينة (سنأتي على ذكر هذه الأدوية فيما بعد). كما يمكن استعمال قطرات الستيرويد لفترات قصيرة في الحالات الشديدة وذلك بعد استشارة أخصائي العيون. إن شراب وحبوب مضادات الهستامين عادةً لا تؤثر على الأعراض العينية، ولكنها مفيدة في الحد من السيلان الأنفي والأعراض الجلدية للحساسية .

  • التهاب الملتحمة المرافق لالتهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis)

درماتيت آتوبيك أو التهاب الجلد التأتبي هو نوع حساسية جلدية حاد يترافق مع حكة شديدة وينتشر في الغالب بين الأطفال وصغار السن. تصيب هذه الأعراض عادة أعين الأطفال وصغار السن خصوصاً الصبيان منهم وتشتمل بشكل أساسي على حكة شديدة واحمرار وتقشر وتندف في الجفون. تصبح الجفون سميكة و قاسية و يمكن حصول حساسية ضوئية. عندما يكون العلاج غير مناسب يمكن أن يتسبب بحصول تندبات في القرنية و بالتالي تشوش الرؤية وذلك نتيجة الحكة المزمنة وتخدّش القرنية على إثر احتكاكها المستمر بسطح الجفون الغير منتظمة.

أحياناً يمكن تناول بعض المواد الغذائية مثل :البيض، المكسرات، الفراولة، الطماطم، الباذنجان، البهارات، الحليب، والسمك أن تفاقم من الأعراض الجلدية والعينية لالتهاب الجلد التأتبي. وبالتالي فإن حذف هذه المواد من السلة الغذائية يمكن أن يساعد في الحد من المرض. علاوة على أن مسببات حساسية أخرى يمكن أن تأثر سلباً على أعراض المرض كالغبار والأتربة المنزلية والعفن وشعر ووبر الحيوانات.

إن الخطوة الأساسية في علاج هذا المرض تعتمد على استخدام مضادات هستامين فموية قوية للحد من الحكة. كما أن استعمال قطرات مضادات الهستامين وقطرات مثبتات الخلايا البدينة وفي بعض الحالات الشديدة استعمال قطرات الستيرويد لفترات قصيرة يمكن أن يساعد في الحد من المضاعفات العينية.

يمكن في بعض الأحيان أن تصاب الجفون بالعدوى الجرثومية على خلفية التهاب الجلد التأتبي مما يزيد من الحكة وتفاقم بقية الأعراض العينية. في هذه الحالات ولعلاج العدوي يمكن استخدام قطرات ومراهم مضادات حيوية والغسيل المتكرر للجفون أن يساعد في الحد من الأعراض العينية.

يمكن أن تستمر الأعراض العينية للمصابين بمرض التهاب الجلد التأتبي لعدة سنوات، كما أن هؤلاء الأشخاص معرضون للإصابة أكثر من غيرهم بمرض المياه البيضاء (الكتاراكت) وتندب القرنية، لذلك المفروض عليهم مراجعة طبيب العيون بانتظام.

  • التهاب القرنية و الملتحمة الربيعي (الرمد الربيعي) (Vernal Keratoconjunctivitis)

الرمد الربيعي أو (التهاب القرنية و الملتحمة الربيعي) هو مرضٌ غير شائع، ولكن الذين يعيشون في القري والأرياف الحارة هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض، حيث يصيب صغار السن في سنين المراهقة. نسبة ظهوره لدى الذكور أكثر من الإناث ويتحسن تدريجياً قبل سن العشرين. يبدأ المرض عادة في منتصف فصل الربيع عندما تشتد درجة الحرارة ويستمر 2 إلي 3 أشهر ليختفي بعدها بالتدريج إلى السنة اللاحقة.

يعاني المصاب بهذا الالتهاب من حكة شديدة في الجفون حيث تصبح الجفن منتفخة وثقيلة (وهذا ما يمكن أي يُظهر المريض بمظهر الخمول في بعض الأحيان). يمكن أن تظهر أيضاً حساسية ضوئية. عادة ما تتجمع إفرازات لزجة بلون الحليب في زاوية العين. كما يتحول سطح الجفن العلوي الداخلي إلى شكل حرشفي (يمكن مشاهدته بسهولة باستخدام مجهر طب العيون) وكذلك يمكن مشاهدة بقع بيضاء اللون في الملتحمة وحول القرنية نتيجة تجمع الخلايا الالتهابية فيها. في بعض الأحيان يمكن أن يأخد نسيج الملتحمة المجاور للقرنية عند هؤلاء المرضى شكلاً بارزاً ومتراكماً.

يمكن لالتهاب القرنية والملتحمة الربيعي أن يتسبب بتندّب القرنية وتخدّشها نتيجة الحكة الشديدة التي تسببها. العلاج الأكثر جدوى لهذا المرض هو استخدام قطرات الستيرويد العينية (لمدة قصيرة وبعد استشارة طبيب العيون). يمكن أيضاً من أجل الحد من المرض والوقاية من تجدده استعمال القطرات المضادة للهستامين ومثبتات الخلايا البدينة. يمكن باستخدام نظارات شمسية ذات عدسات كبيرة وذراعين سميكين (لمنع الغبار والأتربة من الدخول إلى العين) أن يحد من هذا المرض. كما يمكن من خلال استخدام ضماد بارد وتكيف (تبريد) مكان السكن الحد والتخفيف من أعراض المرض.

  • الحساسية تجاه العدسات اللاصقة

كل جسم غريب يبقى على احتكاك طويل مع الملتحمة أو السطح الداخلي للجفون يمكن أن يسبب الحساسية. وفي حالة استخدام العدسات اللاصقة فإن نفس العدسة إضافة إلى الرواسب البروتينية المتشكلة عليها أو المحاليل المستخدمة لتنظيف العدسات (وخصوصاً المواد الحافظة الموجودة في هذه المحاليل) يمكن أن تسبب الحساسية. إن النوم من دون نزع العدسات اللاصقة تزيد بشكل كبير من احتمال حدوث الحساسية.

تظهر عادة الحساسية الناتجة عن العدسات اللاصقة على شكل احمرار وحكة في العين إلى جانب وجود إفرازات غزيرة وغليظة. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تظهر على السطح الداخلي للجفن العلوي تجمعات متراكمة وبارزة (هي في الحقيقة الأجزاء النافرة الطبيعية من الملتحمة والتي تدعى الحليمات و التي يزداد حجمها بتأثير الحساسية).

أكثر ما يفيد في علاج هذا النوع من الحساسية هو الاستغناء عن العدسات اللاصقة. تزول عادةً علامات إحمرار العين والحكة بعد عدة أيام إلى عدة أسابيع من وضع العدسات جانباً، في حين يمكن أن تستمر التجمعات المتراكمة البارزة (الحليمات) على السطح الداخلي للجفن إلى عدة أشهر. في حال عدم جدوى الطرق البديلة (كالنظارات والطرق الأخرى) في إصلاح العيون البصرية وكان لزاماً استخدام العدسات اللاصقة فيمكن من خلال تغيير نوع العدسات والتنظيف المنتظم لها وإزالة جميع الرواسب البروتينية العالقة ومن ثم غسلها بدقة بالماء المقطر أو الاستفادة من عدسات قابلة للتبديل يومياً يمكن أن يساعد بتحسين هذه الأعراض.

إضافةً إلي ذلك قد يلزم استعمال قطرات مثبتات الخلايا البدينة لعدة أشهر. (يجب إزالة العدسات اللاصقة من العين عند استعمال هذه القطرة).

  • حساسية الجفون

حساسية الجفون غالباً ما تكون رد فعل حساس للفيروس، حيث يحدث نتيجة التعرض لمواد أو مسببات الحساسية الخاصة. وعادةً يتم بسبب لمس المنظفات أو مستحضرات التجميل بشكل مباشر، لهذا السبب فهي الأكثر شيوعاً بين النساء. (يمكن أن تحدث هذه الظاهرة أيضاً نتيجة ملامسة أصباغ الأظافر للجفون أثناء فرك العين).

تظهر الأعراض عادة في هذا النوع من الحساسية بعد 24 إلى 48 ساعة من التعرض للمواد المسبب للحساسية، وقد تؤدي هذه الأعراض بحكة شديدة واحمرار بالجفون، كما يمكن أن تظهر بثورات صغيرة مليئة بالسوائل على الجفون. يمكن أيضاً أن تتسبب باحمرار الملتحمة في بعض الأحيان. في حال التعرض المستمر لمسببات الحساسية قد تتزايد سماكة الجفون وتتحول إلى ما يشبه الجلود المدبوغة.

أفضل علاج لهذه الظاهرة هي التعرف على مسببات الحساسية وتجنبها. في الحالات الحادة، يمكن من خلال استخدام مرهم عيني ستيرويدي خفيف لعدة أيام أن يساهم في الحد من الأعراض. في حال الإصابة بعدوى جرثومية على خلفية أعراض حساسية الجفون المذكورة يمكن من خلال استعمال أدوية المضادات الحيوية علاج هذه العدوى.

ما هي الأمراض التي يمكن أن يتم تشخيصها على خطأ أنها حساسية عينية؟

ملاحظة: بشكل عام عندما تكون أعراض الحساسية أشد من المتوقع أو أن لا تستجيب للعلاج الإعتيادي، يجب على المريض مراجعة طبيب العيون لإجراء المعاينات اللازمة، لأن بعض أمراض العين الخطيرة يمكن أن تظهر على شكل حساسية في بدايتها.

يمكن الخلط والتشخيص علي خطأ بين العديد من أمراض العيون والحساسية .الأكثر شيوعا من هذه الأمراض ما يلي :

  • جفاف العين: عادة يتسبب بحرقة والاحساس بوجود رمل ناعم في العين. في هذا المرض تكون الحكة أخف مما هي عليه في الحساسية. كما أن جفاف العين يظهر عادة عند المسنين في حال تنتشر الحساسية بين الفئات العمرية الأصغر. تجدر الإشارة هنا إلى ملاحظة مهمة ألا وهي أن أدوية مضادات الهستامين التي تستخدم في علاج الحساسية قد تؤثر سلباً على جفاف العين.
  • انسداد مجرى الدمع: في هذا المرض وبسبب انسداد مجرى الدموع سوف ينجم سيلان الدموع ولكن خلافاً للحساسية، فلا وجود للحكة. كما أن هذا المرض أكثر شيوعاً عند المسنين.
  • التهاب الملتحمة العدوائي: يمكن لتورم الملتحمة العدوائي الناتج عن الأمراض والفيروسات أن تتظاهر بعلامات تشبه أعراض الحساسية العينية. إن التشخيص بين التهاب الملتحمة التحسسي والعدوائي مهم جداً، لأن التهاب الملتحمة العدوائي وخصوصاً الفيروسي منه معدٍ جداً ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين.

بشكل عام عندما تكون أعراض الحساسية أشد من المتوقع أو أن لا تستجيب للعلاج الإعتيادي، يجب على المريض مراجعة طبيب العيون لإجراء المعاينات اللازمة، لأن بعض أمراض العين الخطيرة يمكن أن تظهرعلى شكل حساسية في بدايتها.

كيف يمكن علاج حساسية العين؟

  • تجنب التعرض لمسببات التحسس: في حال أمكن التعرف على المواد المسببة للحساسية، فإن أفضل و أنجح طريقة للعلاج يستطيع المريض أن يقي نفسه من الإصابة بحساسية العين من خلال تجنب التعرض لمسببات التحسس والابتعاد عن هذه المواد.
  • تنظيف وتحسين ظروف البيئة المحيطة: الحفاظ على نظافة المنزل والتقليل من نسبة الأتربة والغبار الموجودة وتجنب امتلاك حيوانات أليفة منزلية والحفاظ على مستويات مناسبة من الرطوبة والبرودة في المنزل والاستفادة من أجهزة جذب وتصفية الغبار، كل هذه العوامل يمكن لها أن تحد من أعراض الحساسية.
  • تجنب فرك العيون.
  • استعمال الضماد البارد: إن استخدام الضمادات الباردة يمكن أن تحد من الشعور بالحكة ومن تهيج العين إضافة إلى أثرها المسكن.
  • الاستفادة من الأدوية المناسبة
  • العلاج المناعي: يمكن في بعض الحالات الخاصة من خلال تلقيح المادة المهيجة ويتم زيادة محتواها بشكل تدريجي، وردّة فعل الجسم على هذه المادة إلى أن تضعف استجابة الجسم لمسبب الحساسية ومنع ظهور الأعراض. طبعاً هذه الطريقة مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً كما أنها غير ممكنة في الكثير من الحالات.

ما هي الأدوية التي تستخدم في علاج حساسية العين؟

  • قطرة الدموع الصناعية

بالرغم من أن قطرة الدموع الإصطناعية لا تلعب دوراً مباشراً في علاج حساسية العين، ولكنها تؤثر في التخفيف من كثافة المواد المهيجة المتجمّعة في العين، إلى جانب دورها في الحد من التصاق مسببات الحساسية بالملتحمة وتدعيم السد الدفاعي الذي تشكله طبقة السائل الدمعي. يُستفاد من هذه القطرة كعلاج مساعد للحساسية، خصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين، فإن أثرها يصبح مدهشاً.

  • قطرات مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان (Decongestants)

لا يجوز بتاتاً استخدام قطرات مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان مثل قطرة النفازولين وآنتازولين لمدة تتجاوز الأسبوعين بشكل متوالي، لأن الاستخدام المديد لهذه القطرات يتسبب بدوره تهييج واحمرار العين وفي حال توقف استعمالها يمكن أن تتفاقم هذه الحالة ويزيد احمرار العين بشكل كبير.

القطرات المضادة للهستامين تحييد تأثير الهيستامين في الملتحمة مما تقلل من حكة العين، ولكنها لا تؤثر على التورم والاحمرار. قطرات مضادة الهستامين لها ميزتان رئيسيتان على مضادات الهيستامين الفموي: أولاً، يكون أثرها أسرع من أقراص وشراب مضادات الهستامين. وثانياً، أخذ الدواء علي شكل قطرات، مضاعفاتها أقل من مضادات الهستامين الفموية من حيث إيجاد جفاف في العين.

القطرات المضادة للاحتقان تقلل من إحمرار العين ويسبب تحسين مظهر الشخص المصاب. لكن هذه القطرات ليس لها تأثير علي الحكة. هذا الدواء يضييق الأوعية الدموية في الملتحمة وبالتالي يقلل من إحمرار العين. في طبيعة الحال، بالطبع إذا استخدمت هذه القطرة لفترة طويلة، يمكن أن تسبب تهيج واحمرار في العين. علاوة على أن العين سوف تعتاد على هذه القطرات في حال استخدامها لعدة أيام متواصلة وبالتالي تفقد تأثيرها، ولربما عدم استخدامها بعد هذه الفترة يمكن أن يؤدي إلى زيادة احمرار العين. لذلك لا يجوز استخدام هذه القطرة لفترات تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين بشكل متواصل. قد يشكل استخدام مضادات الاحتقان خطراً لمرضى المياه الزرقاء (الجلوكوما) لذلك لا ينبغي لهؤلاء المرضى استعمالها من تلقاء أنفسهم. في بعض مصانع الأدوية قد تُصنع بعض الأدوية (كالنفازولين+ أنتازولين) من تركيب مضاد هستامين و مضاد الاحتقان معاً.

من الممكن استخدام هذه الأدوية أن تخفف من احمرار وحكة العين في غضون عدة دقائق، وعادة ما يستمر أثرها لمدة 3-4 ساعات. ولهذا، يمكن استعمال هذه الأدوية (لفترات قصيرة) في علاج أعراض الحساسية الحادة من دون أي مضاعفات تذكر (فيما عدا حرقة في العين أثناء القطر). ولكن كما ذكرنا سابقاً، لا فائدة في استعمال القطرة لفترات طويلة، في هذه الحالة ربما تسبب مضاعفات أيضاً.

  • قطرات مثبتات الخلايا البدينة

كما ذكرنا سابقاً، إن المادة الأساسية التي تسبب أعراض الحساسية هي (الهستامين) التي تتحرر من مجموعة خلايا مناعية تسمي (الخلايا البدينة). تقوم أدوية مثبتات الخلايا البدينة بإيقاف تحرير مادة الهستامين من هذه الخلايا وبالتالي الحد من ظهور أعراض الحساسية الناجمة عنها. تؤثر هذه الأدوية على جميع أنواع الحساسية، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الفصلية أو التهاب الملتحمة والقرنية الربيعي أن يبدأوا باستعمال هذه الأدوية قبل أسبوع أو أسبوعين من بداية الفصل للوقاية من ظهور أعراض الحساسية. وبسبب أنّ هذه الأدوية ليست لها مضاعفات تذكر لذلك يمكن أستعمالها لفترات طويلة (عدة أشهر مثلاً) من دون مشاكل خاصة تذكر. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية بطيئة الأثر ويمكن أن يلزم عدة أيام لتحسين أعراض المرض. يمكن أن نذكر من هذه المجموعة كرومولين الصوديوم. طبعاً توجد في هذه المجموعة حالياً أدوية أقوى وأكثر تأثيراً منها.

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية

تساعد هذه القطرات من خلال أثرها المضاد للالتهاب بتخفيف أعراض حساسية العين وبالخصوص الحكة، ولكن استعمال هذه الأدوية لفترات طويلة يمكن أن يفاقم من حالة الحرقة والحكة في العين. نذكر من هذه المجموعة قطرة الديكلوفيناك.

  • قطرات مضادات الالتهاب الاستيرودية

تعد هذه القطرات (بتامتازون، برونيزولون، دكسامتازون و....) من الأدوية المؤثرة جداً في علاج حساسية العين، ولكن نتيجة ما تسببه من مضاعفات خطيرة مثل الكتاراكت (الماء الأبيض) والجلوكوما أو الماء الأسود فإن استعمالها أصبح محدوداً في علاج الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الإعتيادية التقليدية، وذلك لفترات قصيرة وبتوصية أكيدة من أخصائي العيون.

  • مضادات الهستامين الفموية

لا تكون مضادات الهستامين الفموية في العادة مؤثرة في علاج حساسية العين. ولكن في حال إذا كانت حساسية العين مصحوبة مع سيلان أنفي أو حساسية جلدية (خصوصاً التهاب الجلد التأتبي) يمكن أن تساهم هذه الأدوية في الحد من هذه الأعراض المرافقة.

الخلاصة

  • يجب أن نعلم، بأن الحساسية هي حالة مزمنة وقد تتكرر باستمرار مع الزمن.
  • الحساسيات أمراض مزعجة ولكن غالباً غير خطيرة.
  • في حالات حساسية العين الشديدة أو الحساسية التي تستمر لفترات طويلة يجب بكل تأكيد مراجعة طبيب العيون.
  • استعمال قطرات مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان، لفترات قصيرة تساعد في علاج أعراض الحساسية الحادة.
  • أفضل دواء يستخدم لفترات طويلة من أجل علاج حالات الحساسية المزمنة هو مثبتات الخلايا البدينة.
  • يجب بكل تأكيد، أن يتم استخدام قطرات الستيرويد لفترات قصيرة وباستشارة أخصائي العيون. ينبغي بكل تأكيد عدم استعمال هذه الأدوية (بتامتازون- دكسامتازون- برونيزولون) دون وصفة طبية.
  • القطرات الباردة عادة ما تخفف من حكة العين، لذلك ينصح الحفاظ على قطرات العين في الثلاجة (البرّاد).