عملت التطورات الصناعية والعلوم الطبية خلال السنوات الأخيرة على إيجاد جيل جديد من العدسات اللاصقة بأنواع مختلفة ومتعددة كالعدسات اللاصقة الشهرية، العدسات متعددة البؤر، عدسات التوريك وعدسات أشعة الـ UV. كما تم العمل على إنتاج عدسات لاصقة جديدة تعمل على تغيير شكل القرنية وتصحيح العيوب الانكسارية الخاصة بالمرضى دون الحاجة إلى المداخلة الجراحية، وتشتهر هذه العدسات باسم الأورتوكراتولوجي أو اختصاراً CRT. في العادة يتم الاستفادة من هذا النوع من العدسات طيلة فترة الليل وتعمل العدسة اللاصقة في هذه المدة على تغيير شكل القرنية مما يؤمن للمريض حدة ومعدل رؤية أفضل طيلة فترة النهار.
العدسات اللاصقة الملونة
يتم تقسيم العدسات اللاصقة الملونة إلى المجموعات التالية:
- العدسات اللاصقة الملونة الشفافة
- العدسات اللاصقة الملونة المقوية
- العدسات اللاصقة الملونة العتمة
- العدسات اللاصقة الملونة مفلترة الضوء
يمكن أن تستخدم العدسات اللاصقة الملونة من الناحية التجميلية فقط بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة منها لعلاج الاستيجماتيزم (اللابؤرية)، شيخوخة العين أو لإصلاح العيوب الإنكسارية.
- العدسات اللاصقة الملونة الشفافة
يضاف إلى العدسة اللون الأزرق أو الأخضر لتسهيل رؤيتها أثناء وضع أو رفع العدسة عن القرنية وسهولة إيجادها عند تعرضها للسقوط، وتعتبر هذه العدسات شفافة للغاية ولا تؤثر على لون العيون على الإطلاق.
- العدسات اللاصقة الملونة المقوية
عبارة عن عدسات لاصقة شفافة أكثر عتامة بالمقارنة مع العدسات الملونة الشفافة وتعمل على تقوية لون العين لمستخدميها.تناسب هذه العدسات الأشخاص أصحاب العيون فاتحة اللون والراغبين في تغميق لون أعينهم.
- العدسات اللاصقة الملونة العتمة
يعمل هذا النوع من العدسات على تغيير لون العيون بشكل كامل، وتشمل عدداً كبيراً من الألوان المختلفة والمتنوعة التي تناسب كافة الأذواق. حرصت الشركات المصنعة لهذا النوع من العدسات إلى إنتاج عدسات لاصقة ملونة تشبه إلى حد كبير العنبية الطبيعية الملونة للعين، وتضيف الشركات في أغلب الأحيان عدداً من الخطوط والأشكال والنقاط الملونة لتتشابه مع عنبية العين الطبيعية. مركز العدسة اللاصقة شفاف بالكامل ويسمح للضوء بالعبور من خلال العدسة إلى داخل الحدقة ومن ثم الشبكية.
- العدسات اللاصقة الملونة مفلترة الضوء
من أحدث أنواع العدسات اللاصقة المصنعة حالياً وتستخدم في بعض التخصصات الرياضية لتعمل على تكثيف طيفاً خاصاً من الأمواج الضوئية والألوان. فعلى سبيل المثال تعمل العدسات مفلترة اللون الأصفر على تشديد رؤية هذا اللون مما يسمح للرياضين برؤية كرة المضرب أو الجولف (الصفراء اللون) بسهولة أكبر.
العدسات اللاصقة طويلة الاستخدام
العدسات اللاصقة طويلة الاستخدام عبارة عن عدسات لاصقة يمكن الاستفادة منها طيلة فترة الليل وأثناء النوم حتى. صمتت أكثر العدسات اللاصقة للاستفادة النهارية ويجب إزالتها قبل الخلود إلى النوم. وتتميز العدسات اللاصقة طويلة الاستخدام بقدرتها العالية على تمرير جزيئات الأوكسجين إلى القرنية. يمكن الاستفادة من هذه العدسات لمدة 7 أيام متتالية ويتوجب التخلص منها بعد مرور 7 أيام من الاستخدام.
يوجد نوعين من العدسات والتي يمكن الاستفادة منها لمدة شهر (30 يوم) كامل. الأولى عدسات (الليل والنهار) لشركة "CIBA" والثانية عدسات (Pure Vision) لشركة "Bausch And Lomb". على أي حال، للعدسات اللاصقة المستخدمة ليلاً وأثناء النوم العديد من الأعراض العينية أهمها احتمال الانتانات والتهابات القرنية الكبير بالمقارنة مع العدسات المستخدمة في النهار، بسبب تجمع الجراثيم والميكروبات الخطرة الواصلة عن طريق الأصابع، الأجفان أو حتى محاليل حفظ العدسة، أسفل العدسة اللاصقة وتكثيرها المتسارع أثناء الليل مما يؤدي إلى رفع احتمال انتانات والتهابات القرنية. بالطبع تتمتع العدسات اللاصقة طويلة الاستخدام سواء المستخدمة لمدة 30 أو 7 أيام ولعدم حاجتها إلى المحاليل الحافظة للعدسة وقابلية استبدالها، بقدرتها على تقليل احتمالية دخول الميكروبات والجراثيم لداخل العين، ولذلك لا تعمل على رفع احتمال إصابة العين والقرنية بالالتهابات أو الانتانات. تمت صناعة وتصميم العدسات طويلة الاستخدام والمتواجدة في الأسواق حالياً من مادة الهيدروجيل السيليكوني والذي يوفر إمكانية عبور الأوكسجين بسهولة كاملة للقرنية وأجزاء العين الأمامية المغطاة بالعدسة اللاصقة.
فعلى سبيل المثال يمكن لعدسات (الليل والنهار) توصيل الأوكسجين للقرنية بمعدل 6 أضعاف قدرة العدسات اللاصقة العادية. وأشارت الإحصاءات والتحقيقات العلمية الأخيرة إلى أن التدخين أحد أهم العوامل الأساسية في ظهور أعراض الاستفادة واستخدام العدسات اللاصقة طويلة الاستخدام.
ولتخفيض احتمال الالتهابات العينية الناتجة عن الاستخدام المتواصل للعدسات اللاصقة، يمكننا الإشارة إلى تقليض مدة زمان الاستفادة من العدسات اللاصقة نهاراً وليلاً. حيث يمكن الاستفادة من العدسات أثناء القيلولات القصيرة في النهار أو عند الخلود إلى النوم أيام العطل، في حين يتوجب نزعها أثناء النوم في بقية الأيام. بالطبع وفي هذه الحالة يتوجب علينا إضافة احتمال الالتهابات والانتانات الناتجة عن استخدام محاليل الحفاظ على العدسات وأماكن حفظها.
ومن الواجب الإشارة إلى أهمية نزع العدسات اللاصقة والتواصل مع طبيب العيون المتخصص على الفور في حال تعرض مستخدمي العدسات اللاصقة إلى انخفاض معدل الرؤية، الحكة أو الاحساس بجسم غريب داخل العين.
العدسات اللاصقة ذات قابلية عبور الغازات (RGP)
تختلف العدسات اللاصقة الصلبة ذات قابلية عبور الغازات عن بقية العدسات اللاصقة الصلبة المتواجدة في الأسواق خلال القرون الماضية. في البداية تمت صناعة العدسات الصلبة من مادة الـ (PMMA) والتي تسبب الإزعاج الواضح للمرضى أثناء الاستفادة منها واستخدامها لعدم سماحها لجزيئات الأوكسجين بالعبور. دخلت العدسات اللاصقة ذات قابلية عبور الغازات الأسواق في أواسط ثمانينات القرن الماضي واحتوت في تركيبها على مادة السيليكون المرن والذي يسمح بعبور مقدار أكبر من الأوكسجين إلى القرنية بالمقارنة مع مادة الـ (PMMA) والعدسات اللاصقة اللينة.
العدسات اللاصقة ذات قابلية عبور الغازات (GP)
يؤمن هذا النوع من العدسات حدة ودقة رؤية عالية الجودة، مقاومة أكثر بما يتعلق بالرسوبات، سهلة التنظيف والتعقيم، ويمكن الاستفادة منها لمدة زمنية أطول بالمقارنة مع بقية أنواع العدسات اللاصقة. وتعد على المدى الطويل أرخص تكلفةً من العدسات اللينة. ومن الواجب التذكير بسهولة استخدام والاستفادة من العدسات اللينة بمالقارنة مع العدسات اللاصقة ذات قابلية عبور الغازات والتي تحتاج إلى مدة من الزمن للاعتياد على استخدامها.