القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس عبارة عن اختلال عيني يتفاقم مع مرور الزمن تدريجياً، في العادة تبدأ علائم وأعراض هذا الاختلال في سنين المراهقة وأوائل مرحلة الشباب ويتفاقم تدريجياً حتى العمر من الـ 35 إلى 40 عاماً. تصاب القرنية في هذا الاختلال العيني تدريجياً بحالة من انخفاض في الثخانة كما تفقد شكلها المنظم والكروي. تشبه هيكلية القرنية في الحالة الطبيعية مقطعاً كروياً، وعند الإصابة بالقرنية المخروطية أو الكراتوكونوس تبدأ القرنية بالتحدب والتقدم إلى الأمام مما يعطيها شكلاً مخروطياً. وحيث أن القرنية إحدى أهم أجزاء العين الانكسارية، تؤثر التغييرات الهيكلية في القرنية على مقدار وقوة الانكسار الضوئي الداخل إلى كرة العين مما يؤدي إلى تناقص جودة الصورة المتشكلة على الشبكية خلف العين. تصاب كلا العينين في أكثرية الأحيان باختلال القرنية المخروطية مع وجود اختلاف في شدة التفاقم بين العينين اليسرى واليمنى.
بحسب آخر الإحصاءات والأبحاث العلمية المجراة في مختلف المراكز العلاجية والتشخيصية الطبية، تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبقية دول وأنحاء الشرق الأوسط من المناطق الشائعة الإصابة بالقرنية المخروطية في العالم. كما يختلف معدل شيوع اختلال القرنية المخروطية على اختلاف الدولة والإقليم. ويرجح أن تلعب الشروط الإقليمية بالإضافة إلى الاختلافات العرقية والإرثية دوراً مهماً في ظهور هذا الاختلال العيني.
من المشاكل الرئيسية التي يعاني منها التشخيص السريع لاختلال القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس في مراحلة الأولية، عدم شعور المريض في بداية المرض بأي عارضة أو مشكلة بصرية خاصة تستلزم مراجعة طبيب العينية المتخصص، ويطلق على المرض في هذه الحالة اسم الحالة الخفية. بالطبع وكما أشرنا إليه سابقاً يتفاقم اختلال القرنية المخروطية تدريجياً مع مرور الوقت ويؤدي في النهاية إلى اختلالات واضحة وجدية في معدل وحدة الرؤية. في المراحل المرضية الأولى قد يعاني المريض من مشكلات بصرية بسيطة تقتصر على استبدال النظارات الطبية بشكل دائم، ازدواجية الرؤية، الحساسية من الضوء ورؤية هالات ضوئية، إلا أنه ومع تفاقم الحالة المرضية وزيادة اللابؤرية في القرنية، تزداد تدريجياً شدة انخفاض معدل وحدة الرؤية.
حيث أن اختلال القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس تدريجي التفاقم مع مرور الوقت، يعد التشخيص المبكر والمداخلة الطبية المناسبة من أهم عوامل السيطرة على تدهور معدل الرؤية. وتعد المعاينة العينية الدقيقة، تصوير القرنية بالاعتماد على تقنيات التصوير الشعاعي المختلفة والتدقيق في التاريخ العائلي من أهم العوامل المساعدة لتشخيص اختلال القرنية المخروطية المبكر عند أكثرية المصابين به.
للأسف وفي وقتنا الحالي لا يوجد أي (علاج نهائي) ومؤكد للتخلص من اختلال القرنية المخروطية وتقتصر العلاجات المقدمة على الحد والحيلولة من تفاقم المرض، إلا أنه وبفضل التقدم العلمي السريع الذي يشهده الطب الحديث، تظهر سنوياً عدة تقنيات مؤثرة في السيطرة على القرنية المخروطية والحيلولة دون الانخفاض الشديد لحدة ومعدل الرؤية. بالطبع تناسب كل تقنية مرحلة معينة من المرض ويستلزم تعيين التقنية المناسبة الفحص الدقيق والإشراف من قبل متخصصي طب العيون.
يمكن لاستخدام العدسات اللاصقة مساعدة مرضى القرنية المخروطية في بدايات ظهور هذا الاختلال وفي مراحلة الأولية. وقد تم تصميم عدسات لاصقة مختلفة تهدف في الأساس إلى تغطية اللابؤرية الخاصة بسطح القرنية لتنظيم حالة الانكسار الضوئي ورفع كيفية حدة ومعدل الرؤية. وتساعد العدسات الصلبة ذات قابلية عبور الغازات (RGP) والعدسات الهجينة مثل (Clear Kone) وعدسات PROSE أو MSD على تصحيح العيب الانكساري الحاصل في مختلف مراحل القرنية المخروطية. بالطبع يجدر بنا هنا الإشارة إلى اقتصار الاستفادة من العدسات اللاصقة على تحسين الرؤية ولا تساهم في منع تفاقم الحالة المرضية للقرنية المخروطية على الإطلاق.
من التقنيات الأخرى المستخدمة في علاج القرنية المخروطية يمكننا الإشارة إلى زراعة الحلقات داخل القرنية، حيث يمكن للحلقات المزروعة داخل القرنية إزالة قسم كبير من اللابؤرية في القرنية وتحسين معدل وحدة الرؤية إلى درجة كبيرة.
من الثورات العلاجية التي شهدها الطب الحديث في علاج القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس يمكننا الإشارة إلى تقنية (Cross Linking) أو كما تسمى باللغة العربية (تقنية تصليب القرنية) والتي تعد حالياً التقنية الوحيدة القادرة على الحيلولة دون تفاقم الحالة المرضية. تعمل هذه التقنية العلاجية وبالاعتماد على مركبات كيميائية خاصة على تقوية أنسجة القرنية وزيادة صلابتها مما يؤدي في النتيجة إلى تضعيف أو توقف التفاقم التدريجي للحالة المرضية.
في النهاية وعند فشل كافة التقنيات المذكورة أعلاه في تحسين معدل وحدة الرؤية عند المصابين بالقرنية المخروطية، يلجأ الأطباء للاستعانة بزراعة القرنية كحل نهائي للعلاج.
يعد اختيار التقنيات العلاجية المناسبة في كل مرحلة من المرض وتركيبها مع بعضها عملية معقدة ترتبط بالدرجة الأولى في التواصل بين الطبيب والمريض، خبرة ومهارة طبيب العينية المتخصص وتواجد التجهيزات الطبية التشخيصية والعلاجية المناسبة.
يفتخر مستشفى نور التخصصي لطب العيون في العاصمة الإيرانية طهران، من خلال امتلاك أحدث التجهيزات الطبية التشخيصية والعلاجية وإمكانية توفير أفضل التقنيات المستخدمة في علاج القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس وبهدف تقديم أجود الخدمات الطبية لكافة مرضاه ومراجعيه، بافتتاح عيادة القرنية المخروطية التخصصية. ويعمل أطباء العينية المهرة وأصحاب الخبرة الطويلة في هذه العيادة على استقبال المرضى والقيام بالفحوصات والمعاينات الطبية، تقديم الاستشارة، التشخيص والعلاج المناسب.
كما يقدم قسم العدسات التابع لمستشفى نور التخصصي لطب العيون بتقديم كافة أنواع العدسات اللاصقة التخصصية باختلال القرنية المخروطية لكافة المرضى والمراجعين.
نتمنى ومن خلال تقديم أفضل وأجود مستوى ممكن من الخدمات الطبية في عيادة القرنية المخروطية الخاصة بمستشفى نور التخصصي لطب العيون، أن نستطيع منح مرضى القرنية المخروطية حدة رؤية أفضل وحياة أسهل. لذلك لا تتوانوا عن التواصل معنا.