علاج الكتاراكت أو الماء الأبيض بتقنية الفمتوكتاراكت جيل الليزر الجديد

يتبع التقدم في السن العديد من التظاهرات والتغييرات الجسمية كشيب الشعر وتحول لونه إلى الأبيض، ازدياد عدد التجاعيد في الوجه، وبالطبع ظهور أعراض بعض من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في السن. ويعد مرض الكتاراكت أو الساد والماء الأبيض أحد أهم الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، حيث يسبب الساد إيجاد تغييرات متعددة في الجهاز البصري والعمى الكامل في حال عدم تلقي المريض العلاج المناسب.

مما لا شك فيه أن دخول أواسط العمر يعد مقدمة الاستعداد لاستقبال مرض الكتاراكت أو الساد. وفي العادة تبدأ أعراض هذا الاختلال عند دخول المرحلة العمرية من سن الخامسة والستين إلى السبعين عاماً. حالياً أدى الاعتماد على جيل ليزر الفتموكتاراكت الجديد والمتطور إلى تسهيل علاج الساد أو الماء الأبيض أكثر من أي وقت آخر.

يتم الاعتماد على ليزر الفتموكتاراكت في عمليات علاج الكتاراكت أو الماء الأبيض الجراحية. في الحقيقة يوفر استخدام ليزر الفمتوكتاراكت الحديث والمتطور للطبيب الجراح إمكانية استحداث شقوق القرنية وعدسة العين الطبيعية بدقة متناهية. استندت عملية الكتاراكت الجراحية قبل إبداع تقنية الفمتوكتاراكت، على الاستفادة من شفرة جراحية خاصة لاستحداث الشقوق الجراحية، في حين يمكن حالياً حذف الأدوات الجراحية والاعتماد على أشعة الليزر فقط التي تتميز بالدقة بالإضافة إلى الجودة العالية.

ويتوجب هنا الإشارة إلى اشتهار عملية الساد الجراحية باسم "العملية الليزرية" بين مرضى العيون المصابين بأنواع الكتاراكت أو الساد المختلفة والتي تعتمد في الأساس على تقنية الفاكو أي الموجات فوق الصوتية، حيث لا تحتاج العملية إلى الإقامة في المستشفى أو حتى للغرزات الجراحية. حالياً ساعد الاعتماد على تقنية ليزر الفمتوكتاراكت على رفع مستوى دقة وجودة العملية الجراحية بحيث يمكن للطبيب الجراح تفتيت عدسة العين الطبيعية إلى أجزاء صغيرة باستخدام أشعة الليزر فقط دون الحاجة إلى الاعتماد على أي أداة جراحية أخرى. تستند العملية الجراحية على ليزر الفمتوسكند (الفمتو ثانية) الدقيق جداً والمستخدم لأكثر من عقدين من الزمن في علاج الاختلالات البصرية ومع هذا يرجح أكثرية المرضى المصابين بالساد أو الماء الأبيض عملية الفاكو.

يعمل الطبيب الجراح في البداية على تصوير القسم الأمامي من العين أي القرنية والعدسة لتشخيص شكل وهيكلية القرنية والعدسة وتحديد الثخانة. بعد ذلك وبحسب الصور الناتجة يمكن تحديد المسار الدقيق لتسليط أشعة الليزر. بصورة عامة يمكن تقسيم عملية الفمتوكتاراكت الجراحية إلى قسمين مهمين، استحداث الشقوق الجراحية الليزرية في البداية ومن ثم استكمال العملية الجراحية بتقنية الفاكو. يستغرق القسم الأول من العملية قرابة الـ 3 دقائق ولا تتعدى المدة الزمنية اللازمة لاستكمال القسم الثاني منها عدة دقائق.

بلا أدنى شك لاستماع المريض واتباعه إرشادات الطبيب المعالج والكادر التمريضي أثناء العملية الجراحية أهمية خاصة في تحسين معدل نجاح العملية وزيادة دقتها. عندما نريد تسليط أشعة الليزر على عين المريض، في البداية نقوم بوضع أداة على عين المريض بحيث تقوم بملامستها مباشرةً. قد تستغرق هذه المرحلة مدة تترواح من 2 إلى 3 دقائق حتى يتم تصوير كافة أجزاء العين اللازمة. من الضروري في هذه المرحلة عدم تملك المريض حس الاضطراب أو القلق وعدم تحريك عينيه على الإطلاق، ويتوجب على المريض النظر إلى الضوء الوامض في غرفة العمليات أمامه. أشارت التجارب إلى تعاون المرضى الإناث الكبير مع الكادر العلاجي في حين يعاني أكثرية الرجال من الاضطراب والخوف أثناء العملية الجراحية!

لا يمكن لكافة المرضى المصابين بالكتاراكت أو الساد الاستفادة من تقنيات الفمتوكتاراكت للتخلص من أعراض المرض. حيث لا يعد المرضى الذين يعانون من ضبابية القرنية أو ضيق الحدقة من المرشحين أو المرضى المناسبين للخضوع إلى عمليات الفمتوكتاراكت الجراحية بسبب عدم مقدرة الجراح من الحصول على تصوير مناسب للقرنية وعدسة العين وبالتالي انخفاض دقة توجيه الأشعة الليزربة. لذلك يخضع مرضى الساد أو الماء الأبيض قبل عملية الفمتوكتاراكت الجراحية إلى معاينة طبية دقيقة للتأكد من شفافية القرنية وتمتع حدقة العين بالتوسع اللازم. لا تؤثر الأمراض والاختلالات الجهازية العامة على نتيجة أو مراحل العملية الجراحية، ويمكن الاعتماد على تقنية الفمتوكتاراكت في علاج الساد عند المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية أو حتى الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) (HIV) لعدم حاجة الطبيب إلى استخدام الشفرة الجراحية، أي تتمتع عملية الفمتوكتاراكت بالأمان الكامل للطبيب والكادر العلاجي المتواجد داخل غرفة العمليات.

يمكن تصحيح اللابؤرية أو الاستجماتيزم عن طريق القطع الليزري عند المصابين بالاستجماتيزم ذات الدرجة المنخفضة، وفي حال معاناة المريض من الاستجماتيزم بدرجات عالية، يمكن الاعتماد على عدسات الاستجماتيزم (التوريك) أو مختلف العلاجات الليزرية الأخرى المستخدمة في علاج اللابؤرية أو الاستجماتيزم بعد مرور عدة أشهلا عن عملية علاج الكتاراكت. على أي حال لا تؤثر معاناة المريض من اللابؤرية أو الاستجماتيزم على عملية الفمتوكتاراكت الجراحية من أي ناحية.

  • الجودة العلاجية

تعد تقنية الفمتوكتاراكت من أكثر التقنيات الجراحية كفاءةً ودقةً في علاج الكتاراكت أو الساد وتعتمد أفضل مراكز طب العيون العالمية هذه التقنية كعلاج نهائي للماء الأبيض.

شغل مستشفى نور التخصصي في طب العيون والواقع في مدينة طهران العاصمة الايرانية، أو جهاز فمتوكتاراكت وأقام خلال هذه المدة العديد من الدورات التعليمية. ويعد هذا الجهاز إحدى أكثر الأجهزة الليزرية استخداماً في جراحة أنواع الساد أو الكتاراكت في عيادات طب العيون التابعة للمستشفى، ويجدر بنا الإشارة إلى وجود عدد محدود من هذه الأجهزة فقط في المستشفيات الأمريكية.

حالياً عمل مستشفى نور التخصصي في طب العيون على تشغيل والاستفادة من الجيل الجديد من أجهزة الفمتوكتاراكت كخطوة هامة في تحقيق أهدافه بتقديم أفضل أنواع العلاجات والأكثرها كفاءة لكافة المرضى والمراجعين. الفمتوكتاراكت تقنية عالية وشهدت نجاحاً كبيراً وينصح به من قبل أطباء العيون كعلاج ناجح وموفق.