تدلي أو ترهل الجفون

تدلي أو ترهل الجفن (البتوز) عبارة عن عارضة يتم تشخيصها من خلال رؤية ترهل وسقوط الجفن العلوي. تظهر هذه الحالة الطبية والتي تسمى اصطلاحاً (بلفاروبتوز)، بأشكال مختلفة. فعلى سبيل المثال يطلق على ترهل جفن واحد (تدلي الجفون المنفرد) وترهل الجفنين الاثنين معاً (تدلي الجفون الثنائي). يطلق الأطباء على هذه الحالة اسم "درماتو كالاسيس" (Dermatochalasis)، في حين ظهور جلد زائد وتورم على أطراف القسم العلوي من الأجفان.

قد يظهر تدلي الجفن عند بداية الولادة خلقياً أو يتظاهر تدريجياً مع ازدياد العمر، وكما يمكن أن يكون عارضة مؤقتة تزول دون المداخلة العلاجية أو دائمة تحتاج إلى المتابعة والعلاج. في العادة يعتمد علاج تدلي الجفن على التقنيات الجراحية في أغلب الحالات. ويقوم الفريق العلاجي في مستشفى نور المتخصص في طب العيون والواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية، على تقديم هذا النوع من العمليات الجراحية التجميلية، والتي تعتمد على إحداث تغييرات في العضلة الرافعة الجفنية (عضلة مولر أو لفاتور).

وبناءً على ذلك نصل إلى النتائج التالية:

1. يمكن لتدلي الجفن إصابة عين واحدة أو كلا العينين في آن واحد

2. ناتج عن عوامل إرثية

3. ظهور تدلي الجفن عند الولادة

4. الظهور التدريجي مع ازدياد العمر

يعني تدلي الجفن الخلقي تواجد وظهور علائم تدلي الجفن عند الأطفال منذ الولادة. قد يحتاج الطفل إلى المداخلة الطبية والعلاج الفوري في حال معاناة الطفل من تدلي الجفن الخلقي المتوسط أو الشديد الذي يسبب ضعف تكامل النظام البصري.

ينشأ تدلي الجفن الخلقي عند الأطفال وفي أكثرية الحالات نتيجة النقص في نمو وتكامل العضلة الرافعة الجفنية والمسماة عضلة مولر أو لفاتور. ومع أن تدلي الجفن عارضة منفصلة إلا أنها يمكن أن ترافق مجموعة من الأعراض والاختلالات العينية الأخرى نشير إلى أهمها كالتالي:

1. اختلال في حركات العين

2. الإصابة بالأمراض العضلية

3. أورام الجفن أو الإصابة بغيرها من الأورام

4. الاختلالات العصبية

5. العيوب الإنكسارية

لا تتحسن علائم تدلي الجفن الخلقي (عند الأطفال) مع ازدياد السن في العادة.

من أكثر علائم تدلي الجفن شيوعاً عند الأطفال، رؤية تدلي وترهل الجفن بالعين المجردة. في تدلي الجفن الخلقي وفي أغلبية الحالات، نلاحظ عدم تقارن خطوط الجفن العلوي في كلا الطرفين. وقد يضطر الأطفال المصابين بهذا المرض ولتحسين حدة ومقدار الرؤية من ثني رأسهم إلى الخلف أو رفع حواجبهم للأعلى. وتشير هذه الحركات في الرأس والرقبة إلى سعي الطفل لاستخدام كلا العينين في رؤية الأجسام المحيطة به. وبعد مرور عدة سنوات، يمكن لهذه الحركات غير الطبيعية التسبب بمشكلات عضلانية أو عظمية للطفل في الرأس والرقبة بشكل دائم.

  • ماهي المشكلات الناتجة عن تدلي الجفن عند الأطفال؟

أحد أهم المشكلات الخطيرة والأكثرها شيوعاً عند الأطفال المصابين بتدلي الجفن الخلقي، كسل العين (أمبليوبي). ويعمل تدلي الجفن الخلقي عند الأطفال بطريقتين تسبب الإصابة بكسل العين كالتالي:

1. الانسداد الواضح في المجال البصري في حالات تدلي الجفن الشديدة

2. التسبب بالاستجماتيزم وضبابية الرؤية الناتجة عنه

3. يعمل تدلي الجفن الخلقي على إخفاء علائم إصابة الطفل بالحول أو الإنحراف العيني، والذي قد يؤدي في المستقبل إلى الإصابة بالكسل العيني.

  • كيف يتم علاج تدلي الجفن عند الأطفال؟

تعد الجراحة التقنية الأكثر رواجاً في علاج الأطفال المصابين بتدلي الجفن الخلقي. قد يضطر الطبيب إلى تغطية العين السليمة أو بوصف عدة قطرات عينية إضافية، في حال إصابة الطفل بكسل العين مع تدلي الجفن في آن واحد. ويعمل الطبيب المتخصص بعد تقييم عدة عوامل باختيار نوع الجراحة والتقنية المناسبة لحل المشكلة أهمها:

• عمر الطفل

• الإصابة بالمرض في عين واحدة أو اثنتين

• شدة تدلي الجفن

• قوة العضلات الرافعة للجفن

• طبيعية حركات العين

لا توجد ضرورة في العادة إلى الاعتماد على التقنيات الجراحية في الشهور الأولى من عمر الطفل لعلاج تدلي الجفن الخلقي الخفيف أو المتوسط. في حين يحتاج الطفل للمداخلة الطبية الفورية في حال كان تدلي الجفن الخلقي من النوع الشديد. في كلتي الحالتين، يتوجب على الوالدين مراعاة تواريخ المعاينة المنظمة للكشف عن كسل العين، العيوب الإنكسارية وغيرها من الأعراض محتملة الظهور، وتشخيصها من قبل الطبيب المتخصص وعلاجها في حال إقتضاء الأمر.

أكثر أسباب تدلي الجفن شيوعاً عند البالغين، تعرض وتر العضلة الرافعة الجفنية للشد أو التمزق. ويمكن أن يحصل هذا الشد أو التمزق الوتري إثر إحدى الحالات التالية:

• ازياد السن

• إثر عمليات جراحة الساد (الكاتاراكت) أو غيرها من الجراحات العينية

• إصابة العين بضربة مباشرة

كما يمكن أن يظهر تدلي الجفن عند البالغين كعارضة لمختلف أنواع الأمراض مثل الأمراض العصبية العضلية، وفي الحالات النادرة إثر أورام حدقة العين المنتشرة للعضلة الرافعة الجفنية أو الأعصاب المحيطة بها.

  • كيف يتم علاج تدلي الجفن عند البالغين؟

يعمل الفريق الطبي في مستشفى نور التخصصي لطب العيون والواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية، على التحقق الكلي من عوامل عدة تتعلق بتدلي الجفن لديكم، ومن ثم اقتراح أفضل التقنيات العلاجية المستخدمة مع توضيح كافة أعراضها الاحتمالية وغيرها من المعلومات اللازمة قبل الخضوع للعلاج.

لتشخيص العامل الرئيسي في إيجاد تدلي الجفن واختيار التقنية العلاجية الأنسب، قد يطلب المتخصصين عدة فحوصات واختبارات كتحليل دموي، تصوير شعاعي خاص أو غيرها من المعاينات الضرورية. وفي حال العثور على سبب واضح، يفضل الأطباء في البدئ علاج أصل المشكلة، وفي أغلب الحالات تنتهي حالة تدلي الجفون بعد الاعتماد على التقنيات الجراحية والتي يتعلق كيفية اختيارها بحسب شدة تدلي الجفن وغيرها من العوامل الطبية المشخصة في المعاينات السابقة.

تشمل أعراض جراحة تدلي الجفن الإنتانات والالتهابات المرافقة للعملية الجراحية، النزيف وتناقص حدة الرؤية، ألا أن ظهور هذه الأعراض نادر جداً في أغلبية الحالات. يمكن أن يفقد المريض مباشرةً بعد العملية الجراحية القدرة على إغلاق العين المصابة بشكل كامل، وفي العادة تزول هذه العارضة تدريجياً مع مرور الزمن وخلال هذه المدة، ينصح الأطباء المرضى باستخدام عدة قطرات أو مراهم عينية للحفاظ على العين والقرنية من الجفاف. مع التحسن الملحوظ في الشكل الظاهري للجفن المصاب بعد العملية الجراحية، إلا أنه وفي بعض الحالات قد لا يتقارن شكل الجفنين بالكامل. في أكثرية الحالات وبعد العملية الجراحية، قد يلاحظ المريض ارتفاع مكان الجفن المصاب بالمقارنة مع الآخر السليم خاصةً أثناء النظر إلى الأسفل بالإضافة إلى عدم القدرة على أغلاقه بشكل كامل أثناء الليل، بالطبع تزول هذه الأعراض تدريجياً مع مرور الوقت ولا داعي للقلق بشأنها. في بعض الحالات النادرة وبعد العملية الجراحية، يفقد المريض مقدرته على تحريك الجفن المصاب وفي بعض الحالات الأخرى قد يستلزم المريض الخضوع لأكثر من عملية واحدة لعلاج تدلي الجفن والتخلص من أعراضه.

  • النتيجة

يمكن علاج تدلي الجفن عند الأطفال والبالغين بالاعتماد على التقنيات الجراحية، ويعمل العلاج بالإضافة إلى تصحيح الشكل الظاهري على تحسين حدة ومعدل الرؤية. وتتميز المعاينات والفحوصات الطبية المنظمة عند الأطفال المصابين بتدلي أو ترهل الجفن في سنين الطفولة المبكرة من أهمية خاصة للحد وعلاج كسل العين أو الغمش المحتمل فور تشخيصه.