الحلقات داخل القرنية

تستخدم الحلقات داخل القرنية (نوع من الزراعة داخل القرنية) على مجال واسع في علاج العيوب الإنكسارية خاصةً المصابين بحسر البصر (ضعف النظر) بدرجات خفيفة، ولكن وبسبب التكلفة باهظة الثمن في المقارنة مع بقية التقنيات الليزرية الرائجة الاستخدام كالليزيك، لم تحصل هذه التقنية على ذاك الإقبال الكبير من قبل المرضى. ويمكننا هنا الإشارة إلى أنّ الاستفادة المؤثرة لتقنية الحلقات داخل القرنية ،كانت لعلاج المرضى المصابين بالقرنية المخروطية أو الكراتوكونوس خفيف أو متوسط الشدة والذين يتمتعون بشفافية قرنية عالية وثخانة مناسبة للعمل الجراحي. حيث يعاني مرضى القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس من فقدان المتانة والمرونة الطبيعية لأنسجة القرنية ولذلك يمنع استخدام والاستفادة من الليزر في علاج وإصلاح العيوب الإنكسارية الخاصة بهم، ذلك في حين تقدم الحلقات المزروعة داخل أنسجة القرنية الحل المناسب في تحسين ميزان وحدة الرؤية لديهم مع استخدام النظارة الطبية وبدونها بالإضافة إلى الحد من تفاقم وتدهور الحالة المرضية للقرنية المخروطية.

يعد مستشفى نور الطبي التخصصي الواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية أول مركز طبي عمل على تقديم هذه التقنية لكافة مرضاه في إيران.

لا تحتاج عملية زراعة الحلقات داخل القرنية إلى الإقامة في المستشفى قبل أو بعد العملية، ولا ضرورة أيضاً لاستخدام التخدير العام، حيث تعتمد هذه التقنية على التخدير الموضعي باستخدام قطرات عينية خاصة. تقسم عملية زراعة الحلقات داخل القرنية إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى يقوم الفريق الطبي من خلال الاستفادة من عدة وسائل خاصة، بإحداث شق صغير على أطراف القرنية. ومن خلال الشق المستحدث، يعمل الفريق الطبي على إيجاد نفقين متحدي المركز مع القرنية بشكل دائري يعبر ثخانة القرنية بشكل كامل. في المرحلة الثانية، يتم تثبيت عدد من الحلقات بثخانات معينة داخل الأنفاق المستحدثة. وبعد الإنتهاء من العمل الجراحي يقدم الطبيب المعالج عدداً من القطرات العينية والتي يتوجب على المريض الاستفادة منها لعدة أسابيع بحسب رأي الطبيب. تعاني العين لعدة أيام بعد العملية الجراحية من الحساسية تجاه الضوء، ويفضل الاستفادة من النظارة الشمسية خلال هذه المدة. ولا تتجاوز قيود ممارسة النشاطات اليومية والفعاليات الروتنية الممارسات الرياضية الشديدة والامتناع عن تدليك العين لمدة من 4 إلى 6 أسابيع بعد العملية الجراحية.

ومن الواجب الإشارة إلى أن الحلقات المثبتة داخل القرنية من مادة البلاستيك والمصنوع من بوليمرات (PMMA) المتوافقة بالكامل مع أنسجة القرنية. استخدمت بوليمرات الـ PMMA في صناعة العدسات داخل العين لمدة تتجاوز الخمسين عاماً وتتوافق بشكل كامل مع أنسجة العين ولذلك لا تسبب أي نوع من الالتهابات بعد العملية.

في العادة يعتمد الأطباء المتخصصين في مستشفى نور الطبي التخصصي في مدينة طهران الإيرانية، على زراعة حلقتين على طرفي القرنية. تشكل كل حلقة قوساً بـ 150 درجة ويصل عرضها إلى 0.8 ميلي متر. ويختلف ميزان تحسن وإصلاح العيوب الإنكسارية الخاصة بالمريض مع ثخانة القرنية من 0.25 إلى 0.45 ميلي متر.

ولا تعد تقنية زراعة الحلقات داخل القرنية مناسبة لمرضى ضعف البصر والمصابين بدرجات أعلى من 1 ديوبتر من الاستجماتيزم، إلا أنها تعتبر الحل والتقنية الأفضل في علاج المصابين بالقرنية المخروطية والذين يعانون من الاستجماتيزم في آن واحد.

يمكن تلخيص أهم ميزات تقنية زراعة الحلقات داخل القرنية في النقاط الثلاثة التالية:

1. الدقة العالية في إصلاح ضعف البصر (قصر النظر) وتعادل في نتائجها عملية الليزيك كحد أدنى. وبحسب الدراسات المقدمة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، شهد المرضى الخاضعين لعملية زراعة الحلقات داخل القرنية تحسناً ملحوظاً في ميزان وحدة الرؤية بنسب 20/16 في 55 بالمئة من المرضى بعد مرور عامين عن العملية، 20/20 في 75 بالمئة من المرضى، 20/25 في 91 بالمئة من المرضى و 20/40 في 95 بالمئة من المرضى.

2. عدم المساس بأنسجة القرنية المركزية والحفاظ على حالتها الطبيعية.

3. إمكانية إزالة الحلقات المزروعة داخل القرنية والعودة إلى نفس الحالة قبل العملية.

  • ملاحظة: لا تحتاج تقنية الحلقات داخل القرنية إلى الاستفادة من نظام الميكروكراتوم المعقد أو الليزر المستخدم في عملية وتقنيات الليزيك، ولذلك تعتبر هذه التقنية من التقنيات رائجة الاستخدام في الدول النامية.
  • ملاحظة: تختلف نتائج عملية زراعة الحلقات داخل القرنية لدى المرضى المصابين بالقرنية المخروطية بالمقارنة مع المصابين بضعف البصر فقط. حيث عملت فزراعة وتثبيت الحلقات داخل القرنية على تحسين ميزان وحدة الرؤية عند 50 بالمئة من مرضى القرنية المخروطية. وفي الحقيقة عملت هذه التقنية المستخدمة في علاج مرضى القرنية المخروطية على الحد من تفاقم الحالة المرضية وتحسين ميزان وحدة الرؤية للمرضى الذين عانوا من مشكلات جدية في النظر مع الاستفادة من النظارة الطبية قبل العملية، في حين تحسنت حدة الرؤية لديهم بعد زراعة الحلقات داخل القرنية بسبب تقليل نتوءات القرنية السطحية.

المشكلة الرئيسية والوحيدة في عملية زراعة الحلقات داخل القرنية، اقتصارها على فئة صغيرة من المرضى. أي وبعبارة أخرى، تقتصر استخدامات تقنية زراعة الحلقات داخل القرنية على المرضى المصابين بضعف البصر بدرجات من -1 إلى -4.5 ديوبتر (شريطة عدم إصابتهم بدرجات أعلى من 1 ديوبتر من الاستجماتيزم).

الاستفادات الأخرى لهذه التقنية عبارة عن:

  • تصحيح العيوب الإنكسارية المتبقية بعد عملية الليزيك
  • علاج القرنية المخروطية أو الكراتوكونوس

يقدم الفريق الطبي العامل في مستشفى نور الطبي التخصص الواقع في مدينة طهران العاصمة الإيرانية مجموعة من التوصيات والنصائح لكافة مرضاه قبل المداخلة الجراحية.

  • ما المدة الزمنية اللازمة لعملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟
  • هل يعاني المريض من أي ألم أثناء عملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟
  • هل يمكن القيام بالعملية في كلتي العينين في آن واحد ؟
  • ما التوصيات التي يجب على المريض مراعاتها بعد العملية الجراحية ؟
  • ما مدى توقعات المريض بعد عملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟
  • هل يمكن للمريض متابعة ممارسة أنشطته الرياضية بعد العملية الجراحية ؟

 

 

  • ما المدة الزمنية اللازمة لعملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟

تستغرق هذه التقنية قرابة الـ 15 دقيقة لكل عين.

  • هل يعاني المريض من أي ألم أثناء عملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟

لا، من خلال الاستفادة من قطرات التخدير الموضعية لا يشعر المريض بأي نوع من الألم طيلة مدة العملية. وبالطبع قد يشعر المريض خلال الساعات والأسابيع الأولى بعد العملية باحساس بالحرقة ووجود جسم غريب داخل العين بالإضافة إلى تدميع العين والقابلة للعلاج باستخدام القطرات العينية.

  • هل يمكن القيام بالعملية في كلتي العينين في آن واحد ؟

نعم، أشارت الدراسات إلى عدم وجود اختلاف في أخطار ظهور الأعراض المحتملة بعد العملية الجراحية عند جراحة كلتا العينين بالمقارنة مع العين الواحدة.

  • ما التوصيات التي يجب على المريض مراعاتها بعد العملية الجراحية ؟

يتوجب على المريض اجتناب تدليك العين خلال الشهور الستة الأولى بعد العملية الجراحية. كما يتوجب على المريض وخلال الأسابيع الأولى من العملية الجراحية مراعاة صحة ونظافة العين والحفاظ عليها من التعرض لأي احتكاك أو إصابة والاستفادة من غطاء العين طيلة فترة النوم. لا يمكن للمريض استخدام المستحضرات التجميلية خلال الأسبوع الأول بعد العملية الجراحية. كما يجب عليه الانتباه إلى عدم تعريض العين إلى الشامبو، الصابون والرذاذ خلال مدة عدة أسابيع من العملية الجراحية. بالإضافة إلى عدم إمكانية الاستفادة من العدسات اللاصقة طيلة الأسابيع الأولى من العملية.

  • ما مدى توقعات المريض بعد عملية زراعة الحلقات داخل القرنية ؟

في أكثر التقنيات المستخدمة، لا يمكن للمريض توقع حصوله بعد العملية على ميزان وحدة الرؤية الكاملة 20/20 دون الحاجة إلى استخدام النظارة الطبية. وفي حال رغبتك في الحصول على هذه النتائج ننصحكم بالامتناع عن الخضوع للعمليات الجراحية. في حال توقعكم الحصول على ميزان وحدة رؤية أفضل بالمقارنة مع النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة، عليكم معرفة أنه وفي حال تحديد درجة النظارة الطبية والعدسات اللاصقة بدقة، يوجد احتمال ضئيل جداً بازدياد درجة النظارة أو العدسة اللاصقة بعد العملية. وفي حال إصابة المريض بكسل العين (أمبليوبي) لا يمكنكم توقع علاج هذه الحالة من خلال هذه التقنيات.

  • هل يمكن للمريض متابعة ممارسة أنشطته الرياضية بعد العملية الجراحية ؟

لا تسبب الرياضات متوسطة الشدة مثل العدو، الهرولة أو تمارين الإحماء أي مشكلة خاصة بعد العملية، ويجب على المريض الامتناع عن حمل الأجسام التي تزن أكثر من 7.5 كيلو جرام.