اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج

يطلق على اعتلال الشبكية أو الرتينوباثي لدى الأطفال الخدج (Retinopathy of Prematurity - ROP) اسم (Retrolental Fibroplasia) أيضاً والذي قد يسبب العمى الكامل نهائياً. وتعد الاستفادة من مقادير ومعدلات عالية من الأوكسجين داخل الحاضنات والأجهزة المخصصة لرعاية الأطفال الخدج حديثي الولادة العامل الرئيسي في الإصابة باعتلال الشبكية، إلا أنه ولحسن الحظ ومع التطور العلمي الكبير الذي شهدته الأجهزة الطبية المخصصة بالعناية بالأطفال حديثي الولادة في الآونة الأخيرة، انخفضت معدلات الإصابة بهذا الاختلال إلى أدنى معدلاتها. كما يمكن لانخفاض وزن الطفل عند الولادة (أقل من 1.5 كيلو غرام) والولادة المبكرة (بين الأسابيع من 26 إلى 28) أن ترفع من معدلات الإصابة باعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج حديثي الولادة.

لوحظ عند الأطفال الخدج حديثي الولادة نمو وظهور أوعية دموية جديدة في الشبكية غير طبيعية ولا تتمتع بميزات وخصائص الأوعية الدموية الطبيعية. ويطلق على هذه الظاهرة اسم (النئوفاسكولاريزاسيون) وتنتج في الدرجة الأولى عن عدم تروية الشبكية بمقادير الأوكسجين اللازمة.

يتم تقسيم اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج حديثي الولادة بحسب شدة الاعتلال إلى خمسة درجات. ولتفاقم الحالة المرضية في اعتلال الشبكية آثار وأعراض أخرى كجروح وانفصال الشبكية، نزيف الزجاجية، انحراف العين والحول بالإضافة إلى كسل العين أو الغمش. يعاني أكثرية الأطفال المصابين باعتلال الشبكية من درجات من قصر النظر أو حسر البصر.

علائم وأعراض اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج

حيث أن الأطفال حديثي الولادة غير قادرين على توضيح وبيان المشكلات البصرية التي يعانون منها، من الضروري أن يولي والدي الطفل، متخصص الأطفال والعينية عوامل الخطر التي ترفع من معدلات الإصابة باعتلال الشبكية الأهمية القصوى، يمكننا تلخيص هذه العوامل كالتالي:

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة (1.5 كيلو غرام أو أقل)
  • حاجة الطفل إلى الأوكسجين خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة
  • معاناة الطفل من أي مشكلة صحية فوراً بعد الولادة

وقد يظهر على الأطفال المصابين بأنواع من اعتلال الشبكية مجموعة من العلائم والأعراض يمكن الإشارة إليها كالتالي:

  • الحفاظ على الأجسام والأشياء الخاصة بالطفل بالقرب من العين
  • المعاناة في رؤية الأجسام البعيدة عن العين
  • إغلاق وتضييق عين واحدة من قبل الطفل
  • عدم الرغبة في استخدام والاستفادة من إحدى العينين
  • ضعف حدة الرؤية (غير المشخص في السابق من قبل طبيب العينية)
  • تناقص حدة الرؤية الفورية
  • الحول وانحراف العين

تشخيص وعلاج اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج

يتوجب على الوالدين اصطحاب أطفالهم الذين يعانون من أخطار الإصابة باعتلال الشبكية (ROP) في الأسابيع من الـ 4 إلى 6 من العمر بعد الولادة للخضوع للمعاينات الطبية العينية الدقيقة تحت إشراف متخصص العينية. يعمل طبيب العينية المتخصص في البداية ومن خلال الاعتماد على عدة قطرات عينية، بتوسيع حدقة العين ومن ثم معاينة الشبكية بدقة باستخدام منظار العين. ويتوجب على الوالدين أثناء المعاينة الطبية تثبيت طفلهم ومساعدة الطبيب في المعاينة. وبغض النظر عن لزوم خضوع الطفل المصاب للعلاج أو لا، يتوجب اصطحاب الطفل مجدداً للمعاينة الطبية خلال الفواصل الزمنية التي يحددها المتخصص بحسب الحالة الصحية للطفل. وتساهم المعاينات الدورية على تحديد مقدار تطور وتفاقم آثار وأعراض اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج وتحدد أهمية وإمكانية خضوع المريض للعلاج أو عدم حاجته للمداخلة الطبية في حال توقف تدهور الحالة المرضية.

علاج اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج

قد يتماثل بعض الأطفال المصابين بدرجات منخفضة من اعتلال الشبكية (في الدرجات 1 و 2) إلى الشفاء دون أي مداخلة طبية أو جراحية. في بقية الحالات الأخرى، وفي حال ظهور أعراض الإصابة الشديدة باعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج (في المرحلة 3 وما فوق)، من الضروري خضوع الطفل للعلاج الطبي الصحيح وفي الوقت المناسب للحد من تدهور وتفاقم الحالة المرضية. وللحد من انتشار الأوعية الدموية غير الطبيعية في أنسجة الشبكية، قد يلجأ الأطباء للاستفادة من تقنية التجميد (الكرايوترابي)، وتعتمد هذه التقنية على تجميد أقسام من الشبكية بشكل عام. كما يمكن أيضاً الاستفادة من أشعة الليزر بهدف تخريب وإتلاف الأوعية الدموية الجديدة. قد تسبب الاستفادة من التقنيات سابقة الذكر والمستخدمة في علاج اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج، مجموعة من الجروح الدائمة في الأقسام المحيطية لأنسجة الشبكية، إلا أنه وبشكل عام، يتم الاعتماد على التقنيات المذكورة في أكثرية الحالات لتحسين والحفاظ على حدة الرؤية المركزية.