عمى الألوان

هل تعاني من أي مشكلة في تمييز لون أحد الأشياء إن كان أحمر اللون أو أخضر، أزرق اللون أم أصفر ؟ هذه العلامة من أهم أعراض الإصابة بعمى الألوان، فعلى خلاف ما يتناقله العامة، لا تقتصر رؤية الأفراد المصابين بعمى الألوان على اللونين الأبيض والأسود فقط!

عمى الألوان عبارة عن اختلال وراثي متنحي مرتبط بالجنس (بالكروموسوم أو الصبغي X)، أكثر رواجاً عند الرجال وينتقل في أكثرية الحالات تقريباً من الأم المصابة او الناقلة لأبناءها. (توضيح: تمتلك النساء عددين من الكروموسوم X في حين يمتلك الرجال كروموسوم X واحد وكروموسوم Yأيضاً. ولإصابة النساء بالأمراض الوراثية المتنحية والمرتبطة بالجنس عبر الكروموسوم X يتوجب وجود الجين المعيوب في كلا الكروموسومين. يطلق على الأم التي تحمل كروموسوم X معيوب واحد باسم الناقل أي لا تعاني الأم من عمى الألوان إلا أنها قادرة على نقله لأولادها، تختلف هذه الحالة عند الرجال لحملهم كروموسوم X واحد وحصولهم على الكروموسوم المعيوب يكفي لإصابتهم بالمرض. لذلك في حال الإصابة بعمى الألوان لدى الرجال، فأمه إما مصابة بالمرض أو ناقلة له). تصاب في هذا الاختلال الكروموسومي الخلايا المخروطية في الشبكية والمسؤولة عن رؤية الألوان بخلل وظيفي عام، ولذلك يعاني المصابون بعمى الألوان من تمييز الألوان بدقة.

كما يمكن أن تسبب أمراض العصب البصري أو الشبكية حالات من عمى الألوان، وفي هذه الحالات تعاني العين المصابة فقط من عمى الألوان. ويتميز هذا الاختلال بالتدهور والتطور مع الزمن حيث يمكن أن يتحول لعمى ألوان كامل لا يستطيع في ذلك الوقت المريض رؤية الألوان وتقتصر الرؤية لديه على الأبيض والأسود. يعاني هؤلاء المرضى في العادة من صعوبة تمييز اللونين الأزرق والأصفر.

علائم وأعراض عمى الألوان

  • عدم المقدرة على تمييز اللونين الأحمر والأخضر (من أكثر حالات عمى الألوان رواجاً)
  • عدم المقدرة على تمييز اللونين الأزرق والأخضر

                                                  

تشخيص عمى الألوان

يتم تشخيص اختلال عمى الألوان في أغلب الحالات بالاعتماد على اختبار إيشيهارا (Ishihara). وتشاهدون في الأعلى عدداً من الأمثلة المقتطفة منه، وهي عبارة عن أعداد تتشكل من عدد كبير من النقاط الملونة داخل خلفية من النقاط الملونة بلون آخر، ويعاني المصابين بعمى الألوان من صعوبة في قراءة وتمييز هذه الأرقام. وبعد تشخيص وجود مشكلة في رؤية الألوان، ينتقل الأطباء إلى الفحوصات الأكثر دقة.

علاج عمى الألوان

في الحقيقة، لا يوجد أي علاج للتخلص من حالة عمى الألوان. ويمكن لتشخيص عمى الألوان المبكر الحد من معاناة الأطفال من عدد كبير من المشكلات التعليمية خاصة أثناء سنين المدرسة، ويفضل إطلاع مدير المدرسة ومعلمي الطفل من قبل الوالدين بحالة أبناءهم الخاصة.

يمكن في بعض حالات عمى الألوان الاستفادة من عدسات خاصة موجودة على شكل عدسات لاصقة أو عدسات لنظارات طبية.

وفي أكثر الحالات يعتمد مرضى عمى الألوان على حفظ ترتيب الألوان بدلاً عن الاستعانة بالتقنيات العلاجية. فعلى سبيل المثال يحفظون أن الضوء الأحمر في الأعلى دائماً، والأخضر في الأسفل دائماً عند النظر إلى إشارات المرور.