احمرار العين

تمتلك حاسة البصر بالمقارنة مع حواس الإنسان الخمسة أعلي مستوي من سطح القشرة المخية. يمكن القول بأن حاسة البصر من أهم حواس الإنسان ويتم من خلالها الاتصال بالمحيط الخارجي. سلامة الجهاز البصري والذي يشمل العيون هو ضروري بالنسبة لفهم الصورة الصحيحة حولنا. مثل أي مرض من الأمراض، مشاكل وأمراض العين كذالك لها أعراض وعلامات، هذه الأعراض هي علامات تُحذّر الشخص من وجود مرضٍ في العين. كما أن الحمي علامة تحذير لأغلبية الأمراض، كذلك إحمرار العين هي ظاهرة وعلامة ناتجة عن وجود مشكلة أو مرض في العين. طبعاً يجب أن نعلم بأن احمرار العين لم يكن دائماً من أعراض المرض، مثل احمرار العين في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم وكذلك احمرار العين بسبب قلة النوم أو نتيجة صعوبة الأعمال اليومية أو بسبب الزكام أو البكاء، وهذه الأمور طبيعية بالنسبة لاحمرار العين. وأمّا بعض الأمراض التي تسبب احمرار العين نشير إلى:

  • عدوي العين

التهاب العين (التهاب الملتحمة) عادةً له مضاعفات ومنها احمرار العين، إضافة ًإلي ذلك هنالك أعراض أخري مثل: افرازات صفراء والتصاق الجفون والدمعان وحرقة العين وأحياناً في حالات خاصة أعراض عدوي العين. يمكن أن تحدث بسبب الفيروس وعلائم أخري مثل الحمي وألم (التهاب) في الحلق وكذلك الزكام، في هذه الحالات الفيروس المسبب للزكام يصيب العين أيضاً. لعلاج عدوي العين عادةً يتم إستخدام قطرة أو مرهم مضاد حيوي موضعي مثل قطرة الكلرامفنيكل أو مرهم التيرومايسين. غسل العين بالشاي البارد يهدئ الألم و يساعد علي تقليل الإفرازات. يجب أن نعلم بأن النظافة الصحية مسئلة هامة بالنسبة لحالة عدوي العين لأن هذه العدوي تنتقل من شخص مصاب إلي آخر سليم بسهولة. وأما بعض طرق انتقال العدوي هي كالتالي: المصافحة باليد والتقبيل مع المصابين واستخدام المناشف المشتركة. يذكر أنّ الإلتهاب في البداية وباستخدام قطرة أومضادات حيوية لم يشفا بسرعة، عادةً يجب أن تتم مرحلة التحسن تدريجياً. أحياناً بعض البكتريا مثل الهموفيلوس أو جرثومة السيلان، إضافةً إلي العلاج الموضعي يجب علاجه بمضادات حيوية عن طريق الفم أو الوريد مثل عدوي عيون الأطفال مادون الخامسة من العمر.

  • حساسية العين

بالإضافة إلي احمرار العين هنالك مضاعفات أخري لحساسية العين مثل: الحكة وأحياناً انسكاب الدموع. لكن الحكة هي العلامة الأكثر وضوحاً لهذه الحالة. يمكن معرفة المادة المسببة للحساسية بسهولة مثل: مستحضرات التجميل وحبوب اللقاح في فصل الربيع أو الريش في داخل الوسادة. لكن في أغلب الأحيان وبوجود آلاف المواد المنتجة للحساسية في الهواء وتنفسها وخاصة في المدن الكبري فإن الوصول الي معرفة سبب الحساسية صعب وأحياناً لايمكن معرفة السبب. عادةً حساسية العين مؤقتة وتتحسن بسرعة وبدون علاج خلال عدة أيام. لكن هناك بعض الحالات تحتاج الي بضعة أشهر أو بضعة سنين كي تتحسن العين كذلك تحتاج إلي استعمال أدوية لفترةٍ طويلة، مثل: الرمد الربيعي وأنواع التأتبي. من أجل علاج حساسية العين يمكن استخدام قطرات موضعية مثل قطرة الآنابريدن وقطرة الفلوكورت وقطرة الكرومولين وكذلك استخدام ضمادات باردة. تبريد العين واستخدام كمادات الماء البارد يساعد من تخفيف أعراض المرض.

  • تخدش وتندب (تقرح) سطح القرنية

يجب أن نعلم بأن سطح القرنية فيما يتعلق بالمدخلات الرئيسية للأعصاب هو الأكثر تحسساً ودركاً للألم في جسم الإنسان. يمكن عدم حدوث أعراض نتيجة تخدش بسيط في نقطةٍ ما من الجسم. ولكن نتيجة حدوث أي تخدش في سطح القرنية يسبب مضاعفات كثيرة مثل: الاحمرار والحرقة وافراز الدمع والشعور بجسم غريب خلف الجفن. الشعور بوجود جسم غريب ليس دليلاً قاطعاً علي وجود جسم خارجي داخل العين، من الممكن أن يكون بسبب تخدش سطح القرنية. للوقاية من انتشار العدوي في حالات تخدش القرنية يمكن تحسين أعراض المرض وذلك بعد فحص العين والاطمئنان من عدم وجود جسم غريب وعادة ًيمكن استخدام ضماد العين ومضاد حيوي موضعي لمنع العدوي والتئام الجرح. طبعاً يغطي العين بالضمادات أو بشكل عدسة لاصقة ضمادية وعادةً لمدة يوم أو يومين.

  • الأجسام الغريبة علي سطح العين

تسبب الأجسام الغريبة داخل العين أيضاً أعراض تشبه أعراض قرحة القرنية مثل: احمرار العين والحرقة وسيلان الدمع والشعور بوجود جسم غريب. في هذه الحالات في البداية يجب غسل العين، واذا لم يتم إستخراج الجسم الغريب، ينبغي عدم الاستمرار بعملية إزالة الجسم الخارجي حيث يسبب أضرار كبيرة على العين لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور. بعد فحص العين يقوم طبيب العيون بإزالة الجسم الغريب من العين وذلك باستخدام جهاز المصباح الشقي (slit lamp) ثم يقوم الطبيب عادةً بتضميد العين وبعدها يعطي وصفة طبية تحتوي مضادات حيوية موضعية.

  • احمرار العين بسبب اللحام (UV Keratitis)

هذه الحاله تنجم بعد ساعات من عمل اللحام وذلك بسبب عدم استخدام نظارة واقية للعين أثناء عملية اللحام أو نتيجة العمل في أجواء الأشعة فوق البنفسجية أو حين التزحلق علي الجليد بدون نظارة واقية، في هذه الأماكن الثلجية يزداد انعكاس الأشعة فوق البنفسجية. بالنتيجة تنجم أعراض وهي الحرقة واحمرار العين والألم ونزول الدمع الغزير الحاد من العين والحساسية من الضوء. هذه المضاعفات تنتج عن حصول أضرار في خلايا سطح القرنية نتيجة الأشعة فوق البنفسجية. تعالج هذه الحالات باستخدام قطرة مضادات حيوية وقطرة توسع الحدقة. يجب أن يبقي الضماد لفترة 24 ساعة تقريباً كي تلتئم الخلايا المصابة وتتحسن الأعراض. استخدام القطرات التخديرية أو القيام ببعض العلاجات التقليدية من قبل بعض الأشخاص الغير الأخصائيين، مثل وضع البطاطس علي العين عمل خطير ولا فائدة له .

  • ارتفاع ضغط العين الحاد (جلوكوما الحاد الزاوية المغلقة)

ارتفاع الضغط الحاد داخل العين من مسببات ألم واحمرار العين ويصاحبه عدم وضوح الرؤية وأحياناً الصداع والتقيؤ. هذه الحالة عادةً تحدث للنساء اللاتي في منتصف العمر حوالي فترة الغروب. هذا المرض الذي يسمي كذلك بالماء الأسود الحاد ينتج بسبب اغلاق مسير خروج الخلط المائي واحتباسه في العين مما يؤدي الي ارتفاع ضغط العين فجأة. هذه الحالة تسبب الألم واحمرار العين وعدم وضوح الرؤية وصداع وغثيان وتقيؤ. من أجل تقليل الضغط يجب استخدام الأدوية الموضعية والفموية والوريدية للحيلولة دون (YAG Laser PI) تكرار هجوم المرض يتم علاج كلتا العينين معاً.

استمرار ضغط العين لفترة طويلة مما يسبب أضرار بعصب البصر والعين وبالنتيجة ضعف العين والعمي الدائم. في طبيعة الحال بأن الصداع لم يكن دائماً من مسببات مشاكل العين ويمكن نتيجة مشاكل عصبية (ClusterHeadche) ترتبط بالمخ والأعصاب (نورولوجليا). كذلك الحالة الخاصة للصداع ما يسمي الصداع العنقودي. صداع في جهة واحدة ومصحوب باحمرار العين وسيلان الدموع في نفس الجهة، هذه الحالة يجب أن لانعتبرها من مشاكل العين (لاتتعلق بالعين). يجب أن نعلم بأن الصداع لم يكن دائماً من مسببات مرض الجلوكوما (الماء الأسود) والنوع المزمن لهذا المرض ليست له أعراض في مراحله الأولي ولكن في مرحلة تطور المرض يحدث خلل في المجال البصري وانخفاض الرؤية. الجلوكوما المزمن هو الأكثر شيوعاً لهذا المرض ويمكن تشخيصه بفحص من طبيب العيون فقط. في البداية يمكن علاج الجلوكوما وذلك باستعمال الأدوية الخاصة لتخفيض ضغط العين، مما يساعد علي منع المزيد من الضرر بالعين والعصب البصري حيث يجعل المصاب أن يعيش حياته الطبيعية. نؤكد مرة أخري بأن ضغط العين اثناء الجلوكوما (الماء الأسود) المزمن في البداية ليست له أي علامة ومضاعفات مثل الصداع واحمرار العين أو باقي أعراض العين.

  • جفاف العين

في بعض الحالات جفاف العين والنقص في الجزء المائي للدمع يحدث علي حدٍ سواء وفي بعض الأحيان مصحوب بأمراض سائر أعضاء جسم الإنسان. مثلاً جفاف العين في مرض متلازمة شوغرن، مصحوب بجفاف الفم وسائر الأجزاء المخاطية. جفاف العين في بعض الأمراض الروماتيزمية قد يكون من أعراض المرض. إنّ جفاف العين ونقص الدمع بالنتيجة يؤدي الي بعض الأعراض مثل الإحساس بوجود جسم غريب وحرقة في العين والدمعان واحمرار العين. تشتد هذه العلامات في المواسم الحارة والجافة كذلك في المناطق الجافة وشديدة التلوّث. خلافاً لما نتصوره من حالة انسكاب وسيلان الدمع، إن هذه الحالة قد تكون من مضاعفات جفاف العين وتنجم بسبب تهيج سطح العين. في الحالات الخفيفة والمتوسطة يمكن علاج جفاف العين باستعمال قطرات بديلة للدمع وقطرات تليين مثل قطرات الدمع الاصطناعي ومواد التليين ولكن في الحالات الحادة يمكن القيام بإقدامات لازمة أخري مثل غلق قنوات الدمع واحتباس الدمع في العين وترتيب بعض الإجراءات اللازمة.

  • مشاكل الجفون

البلفاريت من مسببات مشاكل الجفون (التهاب في حواف الجفن) وأعراضه هي الحرقة واحمرار العين والاحساس بجسم غريب في العين (الإحساس الرملي). البلفاريت يسبب عدوي والتهاب عند حافة الجفن، وفي بعض الحالات يؤدي الي تقشرات صغيرة تلتصق بحواف الجفون وبصيلات الرموش. يمكن مشاهدة التهاب الجفن الحاد بالعين المجردة حيث يظهر الجفن بشكل احمرار وسميك والرموش متناثرة. في هذه الحالة عادةً يمكن احمرار العين. نظافة حواف الجفون هو الأكثر أهمية لعلاج البلفاريت (عدوي والتهاب الجفون). يتم تنظيف وغسل حواف الجفون واسفل الرموش باستخدام رغوة شامبو الأطفال كذلك تدليك الجفون ووضع كمادة دافئة عليها (مثل منشفة بماء دافئ).

في الحالات الحادة تعالج عن طريق الأدوية الموضعية والفموية. احمرار العين في بعض الحالات ناتجة عن مشكل في محل نمو شعيرات الرموش أو وجود رموش شاذة وبارزة من الداخل أو سماكة الجفون وانقلاب الجفن الي الداخل (الانتربيون). إن وجود عدم انتظام في حواف الجفون هو ناتج عن بعض الأمراض السابقة مثل التراخوما و... في هذه الحالة إذالم تؤثر العلاجات اللازمة مثل الدمع الإصطناعي ومراهم التليين عادةً يمكن القيام بعملية جراحية لإصلاح الوضع الغير الطبيعي.

  • مشاكل الطبقة السطحية لكرة العين

بعض الإصابات التي تصيب الطبقة السطحية لكرة العين مثل عدم انتظام سطح القرنية والظفرة واسترخاء الملتحمة و... يمكن أن تسبب احمرار وانزعاج في العين حيث يتم معالجتها طبقاً للإصابة وحالتها بإستخدام قطرة ومراهم موضعية وتلينية ودموع إصطناعية والكورتيزون وفي الحالات المستعصية أو الحادة تتم الجراحة.

  • احمرار العين الثانوي بسبب الأدوية

بعض الأدوية تسبب احمرار العين واتساع العروق الدموية ومنها الأدوية الهورمونية وأدوية الأمراض النفسية (الأعصاب) خاصة، بالنتيجة وعند عدم استعمال هذه الأدوية، ستتحسن أعراض المرض عادةً. كذلك بعض الأدوية من الممكن أن تسبب احمرار في العين ومنها المواد الغذائية التي تحتوي علي مادة الكافئين بكثرة خاصة مثل القهوة. في الحالات الخاصة التي يحتاج اليها المريض الي استخدام الأدوية، ليس بحاجة إلي علاج خاص. من أجل تقليل احمرار العين يمكن استخدام قطرة النفتازولين مؤقتاً. يجب الانتباه هنا بأن استعمال قطرة النفتازولين لفترة طويلة، ثم عدم استخدامها سوف يسبب تزايد احمرار العين. بالنتيجة من المفروض تجنب استخدام هذه القطرة باستمرار. إن بعض أدوية العين الموضعية مثل الأدوية المضادة للجلوكوما والأدوية المخفضة لضغط العين ومضاد الفيروسات يمكن أن تسبب احمرار العين.

  • التهابات الطبقة السطحية لكرة العين

التهاب سطحي يتركز علي الطبقات السطحية للعين مثلا لاسكلريت والإبي سكلريت حيث يسبب احمراراً في العين وعادةً الاحمرار يرافقه الحساسية والألم عند لمس كرة العين، في الحالات الخفيفة وباستخدام القطرات الموضعية التي تحتوي علي الكورتيزون يمكن معالجته وأما في الحالات الحادة يتم العلاج عن طريق الأدوية الفموية.

  • التهابات داخل كرة العين

التهابات داخل العين مثل اليوئيت هو من مسببات احمرار وألم العين حيث يصاحبه الخوف من الضوء واحياناً يحدث انخفاض في الرؤية. هذه الالتهابات (التهابات اليوئيت) عادةً تعود وتتكرر، وفي بعض الحالات مصحوبة بمرض من التهابات الجسم مثل الروماتزم والمناعة الذاتية. لهذا السبب ينبغي علي المريض إعلان أعراض أمراضه السابقة للطبيب المعالج، مثل آلام المفاصل وألم الظهر وآفات الفم. عادةً العلاج سيتم باستخدام قطرات كورتيزون الموضعية وقطرات توسيع حدقة العين. في بعض الحالات ينبغي استخدام أدوية أخري مثل الأدوية الفموية والحقن حول العين، في هذه الحالة إضافةً إلي علاج العين يجب فحص سائر أعضاء الجسم ثم الحصول علي الخلفية الرئيسية المسببة للمرض حيث أن علامات العين هي فقط من مضاعفات المرض المسبب الرئيسي، لذلك يجب علاج المرض المسبب لأعراض العين. إن التهاب داخل العين الناتج عن مرض القطط (التوكسوبلازما) يسبب التهاب حاد داخل العين يرافقه انخفاض في الرؤية. من أجل معالجة هذا النوع من المرض ينبغي استخدام مضاد حيوي ضد طفيلية مرض القطط (التوكسوبلازما) وإلّا سيسبب انخفاض دائمي للرؤية.

  • مشاكل الأوعية الدموية

بسبب بعض أمراض الأوعية الدموية في الرأس والوجه والرقبة مثل الاتصال الغير الطبيعي بين الشريان وبدليل الاتصال الغير الطبيعي للأوعية Sturge-Weberوالوريد أو مرض الدموية ورجوع الدم الي الوريد وتراكم الدم في الأنسجة يحدث احمرار في العين. طبعاً الاحمرار يكون بدون احساس جسم غريب وبدون ألم أو مضاعفات أخري في العين. في هذه الحالة المفروض معالجة الأمراض الخلفية أي مسببة الاحمرار، وعلاجها ينبغي أن تكون بالطرق اللازمة والعملية الجراحية، علي هذا الأساس فإن علاج احمرار العين ليس مفيداً لوحده.

  • النزيف علي سطح بياض العين (النزيف تحت الملتحمة)

النزيف تحت الملتحمة حالة شائعة لدي كبار السن خاصة المصابين بضغط الدم المرتفع. احمرار العين (النزيف) عادة يحدث نتيجة العطاس أو السعال بشدة وبذل الجهد أو العصبية وفي أغلب الأوقات يحدث تلقائياً. هذا النوع من الاحمرار ليس له أي علامة أو أعراض مثل الحرقة أو الشعور بجسم غريب أو إنخفاض في الرؤية أو... لهذا السبب فان المصاب حينما ينطر إلي المرآة أو عندما يقوم الذين حوله بإخباره سوف ينتبه الي النزيف. هذا النزيف لا يسبب أي خطورة علي العين كذلك لم تحدث له أي مشكلة في المستقبل وإن النزيف لا علاقة له بضغط العين. علي أية حال يجب التحقق من ضغط دم المصاب وفحص الأمراض المصحوبة لديه. هذا النوع من النزيف في البداية ينتشر ثم ينخفض بالتدريج وبعد اسبوع أو اسبوعين يمتص الدم ولم تبقي آثاره.