خلل الغدة الميبومية (MGD: Meibomian Gland Dysfunction) التهاب الجفن الخلفي

ما هو MGD؟

هي اختصار لعبارة (Meibomian Gland Dysfunction). أكثر ما تسمى هذه الظاهرة بالتهاب غدد ميبوميوس (Meibomitis). كما أن لها أسماء أخرى هي meibomianitis و مرض حواف الجفن (lid margin disease) و في بعض النصوص تسمى أيضاً بالتهاب الجفن الخلفي (posterior blepharitis). و تشير هذه الجملة العبارة إلى وجود اختلال وظيفي و التهاب في الغدد الميبومية.

أين تقع الغدد الميبومية؟

حوالي 50 من هذه الغدد تقع في الجفن العلوي و 25 منها تقع في الجفن السفلي (حيث تختلف المراجع المختلفة في ذكرها لتعداد هذه الغدد). وهي مسؤولة عن إفراز الزُهم(Sebum) و هو سائل زيتي يحفظ الدمع من التبخر.

يتكون الدمع بشكل عام من ثلاث طبقات هي:

  1. الطبقة الداخلية(الأولى) و هي طبقة مخاطية رقيقة تفرز من خلايا موجودة في الملتحمة
  2. الطبقة الوسطى(الثانية) و هي أسمك طبقة و هي في الحقيقة كسائل الماء و الملح. تقوم بإفراز هذه الطبقة كل من غدد الرئيسية الموجودة في الجفن العلوي و الغدد المساعدة. تقوم هذه الطبقة بالمحافظة على رطوبة العين بالإضافة إلى دورها في جرف الغبار و الأجسام الغريبة إلى جارج العين. و يعد اضطراب إفراز هذه الطبقة من أكثر أسباب جفاف العين شيوعاً و يطلق عليهاسم التهاب الملتحمة و القرنية الجاف(Sicca keratoconjunctivitis).
  3. الطبقة الخارجية أو السطحية(الثالثة) و هي طبقة رقيقة دهنية تفرز من الغدد الميبومية. مهمة هذه الطبقة بشكل أساسي هي الحيلولة دون تبخر الدموع.

ما هي وظيفة الغدد الميبومية؟

كما ذكرنا سابقاً فإن وظيفة هذه الغدد هي إفراز طبقة دهنية تفيد في حفظ الدمع و الحيلولة دون تبخره و بالتالي الحفاظ على رطوبة العين. مع إغماض العين يقوم الجفن العلوي بالضغط على الدهون الموجودة فيسحب معه أثاء فتحته مجدداً طبقة دهنية تغطي الدمع و تمنع من تبخره و بالتالي تحافظ على رطوبة العين.

ما يحصل عندما يحدث خلل في هذه الغدد؟

إن حدوث خلل في هذه الغدد يؤدي إلى تبخّر الدمع بشكل أسرع و بالتالي ظهور أعراض كجفاف العين و الحرقة و الشعور بوجود جسم غريب في العين و احمرار في الجفن و الملتحمة. قد يشكو من يستعمل العدسات اللاصقة بأنه لا يستطيع تحملها كما في السابق.

ما هي أسباب اضطراب الغدد الميبومية؟

السبب الرئيسي لاضطراب الغدد الميبومية هو انسدادها، و أهم سبب لانسداد هذه الغدد هو التغيراتالهرمونية. يؤدي تغير سطح الإستروجين إلى زيادة في سماكة الإفرازات كما أنه يؤدي إلى ازدياد أعداد الجراثيم العنقودية التي تتواجد بشكل طبيعي على سطح العين.

هناك مرضان جلديان قد يتسببان في ظهور التهاب الجفن الخلفي أو(MGD) هما:العدالوردي(الوردية) و قشرة الرأس أو التهات الجلد الدهني(Seborrheic dermatitis).

ما هو التشخيص التفريقي لهذا المرض؟

  • جفاف العين (Dry eye syndrome): الكثير من المرضى الذين يعانون من جفاف العين على الغالب يتم علاجهم على أساس أن مشكلتهم تتعلق بالطبقة المائية(الوسطى) لذلك يتم علاجهم بقطرات الدمع الصناعي. اضطراب الغدد الميبومية لا يدخل في التشخيص التفريقي في مراحله الأولى.
  • التهاب الجفن الأمامي: يمكن لالتهاب الجفن المزمن أن يؤدي إلى اضطراب مزمن في الغدد الميبومية مما يسبب في نهاية المطاف بجفاف في العين.

ما هو علاج هذا المرض؟

إن الأساس في علاج التهاب الجفن (سواء الأمامي أو الخلفي) يتمثل في الحفاظ على نظافة و صحة الجفن على المدى البعيد.

التدابير الصحية الواجب مراعاتها هي:

  1. استخدام الكمادات الدافئة التي تؤدي إلى تليين الصفيحات الصلبة المتشكلة على حواف الجفن.
  2. يجب غسل و تنظيف حواف الجفن لإزالة المواد العالقة على حواف الجفن و مسام الغدد الميبومية. يمكن استعمال الماء لهذا الغرض مع العلم أن بعض الأطباء ترجح خلط الماء بعدة قطرات من شامبو الأطفال. يجب مراعات عدم إيذاء الملتحمة و الجفن المجاور فالمطلوب تنظيف حواف الجفن فقط. كما يمنع التنظيف العنيف لأنه قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعين.

العلاج الدوائي

  1. استعمال مضاد حيوي موضعي على حواف الجفن و ذلك بعد تنظيفه أو تكميده بالكمادات الدافئة. غلباً يتم استعمال التتراسيكلين لمدة شهر إلى شهرين لهذا الغرض.
  2. يمكن في بعض حالات التهاب الجفن استعمال الستيرويد الموضعي و المضادات الحيوية الفموية أيضاً مضافة إلى المضادات الحيوية الموضعية.
  3. و في النهاية تم نشر بعض المقالات تشير إلى دور الأحماض الدهنية التي تحوي على أوميغا-3 (على شكل أقراص) في علاج التهاب الجفن و جفاف العين.

الإعداد: الدكتورة الهام محمدي

التحرير و التدقيق العلمي: الدكتورة سبيده توكلي زاده - أخصائية في رأب العين والحول